لغز غزة...غزة اللغز

هذه الكلمات قد تعتبر استغراقا عاطفيا مكرورا، فيما نحن أمام وقائع سياسية وأحداث ميدانية، ولكن كيف لنا أن نحيّد العاطفة ونحن نتحدث عن قطعة غالية عزيزة من جسد الوطن الفلسطيني المنكوب؟وكيف نخلع أو ننزع مشاعرنا الإنسانية أمام المشهد الدامي؟هذا طلب تحت (ما لا يستطاع) وبعيد عن منطق الواقعية...ومع ذلك سأحاول تغليب لغة الأرقام وطرح الحقائق واستعراض الماضي والحاضر واستشراف المستقبل في السطور التالية. لو قلنا أن في غزة لغز سهل ممتنع فإننا لا نحيد عن حقيقة الأشياء، ولا ندخل في طوباوية مفرطة ولا نستغرق في تأملات صوفية حالمة...في غزة لغز معقد وبسيط وواضح ومخفي وسهل وصعب في آن واحد. ما هذا القطاع الذي بمقياس المساحات ليس كبيرا ولا شاسعا، ومع ذلك ينشغل به العدو والصديق، والدول الكبرى والعظمى والإقليمية والمؤثرة تسعى وراء الإمساك بحل لغزه؟ هل ثمة مبالغة؟ لا أظن ذلك ولننظر كم من مسؤولي الدول في أقصى الغرب والشرق يبحثون أمر غزة. وإذا كان رابين قد تمنى يوماً أن يبتلع البحر غزة، فإنه أدرك بحس اللص المجرم أن هذه البقعة الصغيرة من الأرض المسلوبة ستمثل التحدي الأكبر لمشروعه، وستكون...