المشاركات

تصور انتصار إسرائيل يقود إلى خرافات..اليوم التالي

  تصور انتصار إسرائيل يقود إلى خرافات..اليوم التالي بقلم:سري سمّور   سواء كان هناك هدنة أو وقف إطلاق نار عند نشر هذه السطور أم لا، فإن هذه مسألة وجب تسليط الضوء عليها. فمنذ بداية الحرب العدوانية على قطاع غزة كثر الحديث عمّا يسمى (اليوم التالي) ومع أن هناك شبه إعلان أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لا يملك رؤية ولا تصوراً لمآلات الأوضاع في اليوم التالي، والمقصود ما بعد انتهاء الحرب على غزة. إلا أن هناك سيناريوهات تنشر عبر مواقع إخبارية وبأقلام صحافيين إسرائيليين وغيرهم، وينشغل عدد كبير من المتابعين والمحللين وحتى العاملون في السياسة بها، وتتحول إلى قضية مركزية ومسألة أخذ ورد ونقاش محتدم حول تلكم السيناريوهات المفترضة. إسرائيل تنجح في توجيه الاهتمام   وفي حقيقة الأمر، فإن من أكثر الأمور التي برعت بها إسرائيل، وحققت ومازالت نجاحاً ملحوظاً فيها؛ هي قدرتها على تحويل الحوار والنقاش إلى حيث تريد وتقسيم المتابعين والخبراء وأصحاب الشأن بين مؤيد لسيناريو أو معارض له، أو محايد، أو من يعتبر السيناريوهات محض خيال ولا يمكن أن تطبق على أرض الواقع، أي أن إسرائيل تنجح في (مركزة) مس

الدولة الوطنية العربية الحديثة أمام واقع جديد

  الدولة الوطنية العربية الحديثة أمام واقع جديد بقلم:سري سمّور   أليس هناك مخرج عملي من قيود المعادلة التي تحدثت عنها في المقال السابق والتي ملخصها:عمل المقاومة يحتاج دولة ضعيفة أو حتى فاشلة، والدولة حين تكون سلطتها ضعيفة وهيبتها غير موجودة فإن إسرائيل تتجرأ عليها، وهي ستغدو مكانا للاقتتال الداخلي والانقسامات الطوائفية أو العرقية أو السياسية وذات اقتصاد عنوانه الفقر والبطالة وتراجع قيمة العملة، وانعدام الأمن الفردي للمواطن؟ فتش عن إسرائيل؟   إن التفكير بمعطيات المعادلة أعلاه، هو أشبه بالحديث عن أعراض المرض، لا عن أسبابه، وأي علاج يظل أشبه بإعطاء المريض مسكنات للألم، ما لم يتم التعامل مع جوهر المرض، وفي حالتنا نحن أمام معضلة أخرى تتمثل بعدم قناعة قطاع لا يستهان به من العامة والخاصة بأن أصل المرض هو (إسرائيل). إن وجود إسرائيل في قلب المنطقة العربية، كقاعدة حديثة متطورة للنظام الكولونيالي الغربي جلب لشعوب المنطقة ومكوناتها مشكلات بل كوارث سياسية واقتصادية متوالدة. وحين تتبلور قناعة مطلقة بهذه الحقيقة لن نحتاج إلى نقاش من قبيل خيارين أحلاهما مرّ، وقد فجّرت عملية (طوفان الأقص

التناسب العكسي بين المقاومة وسيطرة الدولة القُطرية العربية

    في الأسبوع الأول من كانون الأول-يناير الماضي، أعلنت حركة حماس في لبنان عن تشكيل (طلائع طوفان الأقصى)، والتي ستعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونعلم وضع تلك المخيمات الصعب؛ والذي قد يستغل -في حال عدم وجود مثل هذا التشكيل وأمثاله- للأعمال الإجرامية، أو انتشار الأفكار المشبعة بالغلو التي تحرف البوصلة، وسبق هذا الإعلان قيام (كتائب القسام-لبنان) بتنفيذ عدة عمليات على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، أغلبها إطلاق صواريخ ضد مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية . بل إن (كتيبة الفجر) الجناح المسلح للجماعة الإسلامية في لبنان (فرع الإخوان المسلمين)، نفذت عدة عمليات من هناك أيضا، كان هذا في الوقت الذي يعيش فيه الإخوان في بلاد وأقطار أخرى ظروفا نعلمها بين الملاحقة والقمع والحظر والاستئصال الممنهج، أو العجز أو الركون أو المهادنة، وخلاصة أوضاعهم -في غير لبنان- عدم القدرة على مساعدة فاعلة لشقيقتهم حماس التي تخوض معركة أسطورية في غزة . بالتأكيد لا يمكن لمثل هذه العمليات والتي أيضا شاركت فيها (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن تنطلق دون التنسيق الكامل أو الجز

الدولة القُطرية الحديثة تمنع إنقاذ الأقصى!

  الدولة القُطرية الحديثة تمنع إنقاذ الأقصى     بقلم:سري سمّور   أما وقد احتفلت حركة المقاومة الإسلامية(حماس) هذا العام بذكرى انطلاقتها السادسة والثلاثين في هذا العام بطريقة مختلفة تماما عن كل ما سبق من سنين؛ وفي ظل استمرار تصدرها لمعركة(طوفان الأقصى) التي أطلقتها في 7-10-2023م دون أن تبدو مؤشرات قوية أو لنقل كافية لتحرك الأمة وتوجيه بوصلتها نحو القدس، فنستكمل حديثنا الذي بدأناه في المقال السابق حول أحد الأهداف المركزية لحركة حماس وهو إيقاظ الأمة لتأخذ دورها المطلوب شرعا وعرفا وأخلاقا في الذب عن فلسطين وشعبها. هوية فلسطينية دونها هويات عربية في واد آخر   تم إشهار حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) في الفاتح من كانون الثاني-يناير 1965 ليكون أحد أوائل شهدائها بعد عام واحد الأربعيني(جلال كعوش) الذي اعتقله رجال المكتب الثاني في لبنان وعذبوه حتى فارق الحياة. وقتها كانت الدولة اللبنانية وأجهزتها قوية ومتحكمة شأنها شأن بقية الدول العربية، وهي لم تفعل ذلك خدمة لإسرائيل وكرها بفلسطين بالضرورة، ولكن خدمة لمصالح مفترضة للدولة اللبنانية، ترى بأن العمل المقاوم، يضر بمصالح هذه الدولة وي

إخوان فلسطين يحاولون إيقاظ الأمة

  بقلم:سري سمّور   الوقت من دم؛ هو وصف دقيق إلى حد كبير لما يجري في قطاع غزة، فكل ساعة بل كل دقيقة تمر تحمل معها ارتفاعا في عدد الشهداء والجرحى هناك، يضاف إليه زيادة أعداد المشردين الذين تدمر بيوتهم على مدار الساعة بالقصف الجوي والمدفعي . وهذا بالتزامن مع تصدي بطولي وذكي يقوم به شباب المقاومة، وفي مقدمتهم، كتائب القسام، للتوغل الإسرائيلي البرّي ويوقعون خسائر بشرية ومادية في قطاعات الجيش الإسرائيلي، يعلن عن جزء، ويخفي أجزاء ستتكشف لاحقا . وإنها محرقة وحرب إبادة تشنها إسرائيل على شريط ساحلي ضيق فقير مكتظ بالسكان ومحاصر منذ 16 سنة، والحرب تقترب من شهرها الثالث . شبه شلل في العالم والإقليم كل هذا في ظل حالة شبه ثابتة على المستوى الدولي والإقليمي؛ فلا تظاهرات ولا حراكات ولا مسيرات تذكر في غالبية حواضر العرب، بعكس المدن الغربية والآسيوية، والموقف الرسمي العربي عموما يكرر جملا وعبارات استخدمت في أزمات سابقة، وكأنه التزام بـ(سكريبت) لا يتبدل فيه إلا صياغات زمكانية لا تمس جوهر الموقف . وهناك توتر في الجبهة اللبنانية، ولكنه منذ بدأ في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر حافظ على قواعد اشت

عودة إسرائيل إلى الوصاية المكشوفة

    بُعيد عملية طوفان الأقصى وبدء الحرب المفتوحة الدموية التي تأخذ طابع الإبادة الجماعية على قطاع غزة، شهدت المنطقة عموما، والكيان العبري خصوصا ظاهرة ما أطلق عليه بعض المراقبين(الحجيج الدبلوماسي) تزامنا مع حشود عسكرية أمريكية تمثلت باستدعاء حاملتي الطائرات(فورد و أيزنهاور) إضافة إلى قطع وسفن حربية أخرى، واستدعاء قوات الدلتا ووضعها بحالة جاهزية في شرق البحر المتوسط، وتزويد إسرائيل بآلاف الأطنان من الذخائر والعتاد، وكأن الترسانة الإسرائيلية فارغة وتعاني الشح،   إضافة إلى الحديث عن طيران أمريكي استطلاعي للكشف عن مكان (الرهائن) في قطاع غزة . التصريحات والزيارات غير المسبوقة   وزار الرئيس الأمريكي(جو بايدن) إسرائيل في 18-10-2023 لأول مرة منذ توليه منصب الرئاسة والتقى بقيادتها السياسية والعسكرية، وسبقته وتلته زيارات متعددة قام ويقوم بها وزير الخارجية (أنتوني بلينكين) ووزير الدفاع (لويد أوستن)، ولا ننسى زيارة رئيس وزراء بريطانيا (سوناك) والرئيس الفرنسي(ماكرون) . وبلينكين الذي يفترض أنه يمثل الدبلوماسية الأمريكية، ووجهها الرسمي، يتحدث وكأنه وزير خارجية إسرائيل، وأكد على أنه يتحدث بصفته

بعد 75 عاما...إسرائيل عادت إلى مرحلة ما قبل الدولة

    أخط هذا النص بعد غياب طويل نسبيا لسببين: الأول صحي منعني من الكتابة والحمد لله على نعمة العافية، والثاني هو أن المشاهد التي تبث عبر الشاشات ونشرات الأخبار والتغطية المستمرة، من ناحية تغني عن كثير مما يخطه اليراع، ومن ناحية أخرى يزهد الناس تلقائيا في صرف جزء من وقتهم في قراءة نص يتجاوز ما ألفوه من تغريدات قصيرة عبر مواقع التواصل، وأعني بالمشاهد والأخبار الحرب على غزة بالتأكيد. والآن بعد مرور أسابيع على الحرب لا بد من إضاءة على جوانب مهمة في هذا الوقت باستخدام المرقوم، حتى لو انشغلنا عن القراءة لكنها تظل وسيلة العلم والمعرفة الأساسية مهما تطورت الوسائل الأخرى. الحاج فضل الجزماوي رحم الله الحاج فضل، فهو شخص معروف في مدينة جنين، كسب قوته من كده، وعلّم أولاده وبناته وأخرجهم أفراد صالحين في المجتمع، قبل أن يأتيه أجله؛ والحاج فضل لجأ إلى جنين من بلدة معروفة وكبيرة قرب مدينة حيفا وهي(اجزم) مع كثير من اللاجئين الذين توزعوا ما بين الضفة الغربية والأردن وسورية ولبنان والعراق في خضم نكبة 1948 وإعلان قيام دولة إسرائيل. ومثل كثير من اللاجئين الفلسطينيين وقتها عانى ألم التشريد والتهجير،