المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٤

تصور انتصار إسرائيل يقود إلى خرافات..اليوم التالي

  تصور انتصار إسرائيل يقود إلى خرافات..اليوم التالي بقلم:سري سمّور   سواء كان هناك هدنة أو وقف إطلاق نار عند نشر هذه السطور أم لا، فإن هذه مسألة وجب تسليط الضوء عليها. فمنذ بداية الحرب العدوانية على قطاع غزة كثر الحديث عمّا يسمى (اليوم التالي) ومع أن هناك شبه إعلان أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لا يملك رؤية ولا تصوراً لمآلات الأوضاع في اليوم التالي، والمقصود ما بعد انتهاء الحرب على غزة. إلا أن هناك سيناريوهات تنشر عبر مواقع إخبارية وبأقلام صحافيين إسرائيليين وغيرهم، وينشغل عدد كبير من المتابعين والمحللين وحتى العاملون في السياسة بها، وتتحول إلى قضية مركزية ومسألة أخذ ورد ونقاش محتدم حول تلكم السيناريوهات المفترضة. إسرائيل تنجح في توجيه الاهتمام   وفي حقيقة الأمر، فإن من أكثر الأمور التي برعت بها إسرائيل، وحققت ومازالت نجاحاً ملحوظاً فيها؛ هي قدرتها على تحويل الحوار والنقاش إلى حيث تريد وتقسيم المتابعين والخبراء وأصحاب الشأن بين مؤيد لسيناريو أو معارض له، أو محايد، أو من يعتبر السيناريوهات محض خيال ولا يمكن أن تطبق على أرض الواقع، أي أن إسرائيل تنجح في (مركزة) مس

الدولة الوطنية العربية الحديثة أمام واقع جديد

  الدولة الوطنية العربية الحديثة أمام واقع جديد بقلم:سري سمّور   أليس هناك مخرج عملي من قيود المعادلة التي تحدثت عنها في المقال السابق والتي ملخصها:عمل المقاومة يحتاج دولة ضعيفة أو حتى فاشلة، والدولة حين تكون سلطتها ضعيفة وهيبتها غير موجودة فإن إسرائيل تتجرأ عليها، وهي ستغدو مكانا للاقتتال الداخلي والانقسامات الطوائفية أو العرقية أو السياسية وذات اقتصاد عنوانه الفقر والبطالة وتراجع قيمة العملة، وانعدام الأمن الفردي للمواطن؟ فتش عن إسرائيل؟   إن التفكير بمعطيات المعادلة أعلاه، هو أشبه بالحديث عن أعراض المرض، لا عن أسبابه، وأي علاج يظل أشبه بإعطاء المريض مسكنات للألم، ما لم يتم التعامل مع جوهر المرض، وفي حالتنا نحن أمام معضلة أخرى تتمثل بعدم قناعة قطاع لا يستهان به من العامة والخاصة بأن أصل المرض هو (إسرائيل). إن وجود إسرائيل في قلب المنطقة العربية، كقاعدة حديثة متطورة للنظام الكولونيالي الغربي جلب لشعوب المنطقة ومكوناتها مشكلات بل كوارث سياسية واقتصادية متوالدة. وحين تتبلور قناعة مطلقة بهذه الحقيقة لن نحتاج إلى نقاش من قبيل خيارين أحلاهما مرّ، وقد فجّرت عملية (طوفان الأقص

التناسب العكسي بين المقاومة وسيطرة الدولة القُطرية العربية

    في الأسبوع الأول من كانون الأول-يناير الماضي، أعلنت حركة حماس في لبنان عن تشكيل (طلائع طوفان الأقصى)، والتي ستعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونعلم وضع تلك المخيمات الصعب؛ والذي قد يستغل -في حال عدم وجود مثل هذا التشكيل وأمثاله- للأعمال الإجرامية، أو انتشار الأفكار المشبعة بالغلو التي تحرف البوصلة، وسبق هذا الإعلان قيام (كتائب القسام-لبنان) بتنفيذ عدة عمليات على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، أغلبها إطلاق صواريخ ضد مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية . بل إن (كتيبة الفجر) الجناح المسلح للجماعة الإسلامية في لبنان (فرع الإخوان المسلمين)، نفذت عدة عمليات من هناك أيضا، كان هذا في الوقت الذي يعيش فيه الإخوان في بلاد وأقطار أخرى ظروفا نعلمها بين الملاحقة والقمع والحظر والاستئصال الممنهج، أو العجز أو الركون أو المهادنة، وخلاصة أوضاعهم -في غير لبنان- عدم القدرة على مساعدة فاعلة لشقيقتهم حماس التي تخوض معركة أسطورية في غزة . بالتأكيد لا يمكن لمثل هذه العمليات والتي أيضا شاركت فيها (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن تنطلق دون التنسيق الكامل أو الجز

الدولة القُطرية الحديثة تمنع إنقاذ الأقصى!

  الدولة القُطرية الحديثة تمنع إنقاذ الأقصى     بقلم:سري سمّور   أما وقد احتفلت حركة المقاومة الإسلامية(حماس) هذا العام بذكرى انطلاقتها السادسة والثلاثين في هذا العام بطريقة مختلفة تماما عن كل ما سبق من سنين؛ وفي ظل استمرار تصدرها لمعركة(طوفان الأقصى) التي أطلقتها في 7-10-2023م دون أن تبدو مؤشرات قوية أو لنقل كافية لتحرك الأمة وتوجيه بوصلتها نحو القدس، فنستكمل حديثنا الذي بدأناه في المقال السابق حول أحد الأهداف المركزية لحركة حماس وهو إيقاظ الأمة لتأخذ دورها المطلوب شرعا وعرفا وأخلاقا في الذب عن فلسطين وشعبها. هوية فلسطينية دونها هويات عربية في واد آخر   تم إشهار حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) في الفاتح من كانون الثاني-يناير 1965 ليكون أحد أوائل شهدائها بعد عام واحد الأربعيني(جلال كعوش) الذي اعتقله رجال المكتب الثاني في لبنان وعذبوه حتى فارق الحياة. وقتها كانت الدولة اللبنانية وأجهزتها قوية ومتحكمة شأنها شأن بقية الدول العربية، وهي لم تفعل ذلك خدمة لإسرائيل وكرها بفلسطين بالضرورة، ولكن خدمة لمصالح مفترضة للدولة اللبنانية، ترى بأن العمل المقاوم، يضر بمصالح هذه الدولة وي