بقلم:سري سمّور عطفا على حديثنا السابق تحت عنوان (هل تستطيع قوى اليسار جمع شتاتها في التجمع الديمقراطي الجديد؟!) فقد دخل التجمع العتيد في اختبار مبكر ثبت فيه من جديد عمق أزمة اليسار الفلسطيني، وهو موضوع المشاركة في حكومة فصائلية، يجري الحديث أنها ربما تكون بقيادة شخصية بارزة من حركة فتح؛ ومع أن التجمع يعلن أنه ليس من الضرورة لاستمراره ووجوده، أن تكون الفصائل المنضوية تحته في حالة توافق على كافة القضايا السياسية، وأن تباين وجهات نظرها حولها وارد وطبيعي، فإن مسألة كهذه وكبداية اختبار حقيقي للتجمع في مرحلة التأسيس يفترض التوافق التام حولها كي يكون التجمع فعلا ظاهرة جديدة في الأداء السياسي، وليس مجرد تظاهرة إعلامية؛ فقد أعلنت(ج.ش و ج.د) والمبادرة رفض المشاركة ولم يحسم حزب الشعب ولا فدا أمرهما تماما. وبعيدا عن هذه المسألة الآنية التي هي قرينة ما نتحدث عنه من أزمات اليسار، فلنستعرض في هذا المقال والذي يليه بعضا من تلك الأزمات التي حرمت اليسار من المنافسة وساهمت في إبقاء ثنائية القطبين أمرا واقعا:- أولا:الأيديولوجيا وعدم المراجعة ...