نواصل سلسلة المقالات حول عدم وجود منافس للقطبين(فتح-حماس) في الساحة الفلسطينية، وعجز وفشل كل القوى والفصائل والأحزاب والحركات عن خلق بديل أو توازن معهما أو مع أحدهما؛ ولم لن يكون الهدف من هذه السلسلة من المقالات التي بدأت نشرها قبل حوالي عشرة أشهر مدح أو قدح أي كان، وللجميع احترامه وتقديره، والأمور ليست أبيض أو أسود، فكل له ما له، وعليه ما عليه، ونجاحاته وإخفاقاته، ومحبيه ومبغضيه، فهكذا هي الحياة! وقد كان وما زال حديثي عن حزب التحرير من هذه الزاوية، تماما مثلما تحدثت وسأتحدث بمشيئة الله عن قوى سياسية أخرى، ولكن من الطبيعي أن حزب التحرير أو غيره لم يعجبه توصيفي ومناقشتي للحالة، ولا أنسى المثل الشعبي الدارج عندنا(فش حدا بقول عن زيته عكر)! (1) في الوعي الجمعي الفلسطيني، حتى ممن لا يعرف تفصيلات تاريخية دقيقة؛ فإن دولة(الخلافة) الفاطمية سلمت القدس إلى الفرنجة دون أن تبذل جهدا حقيقيا لاستردادها وقد كانت (إضافة إلى مصر والمغرب) من أعمال تلك الخلافة. أما الخلافة العباسية في بغداد فقد هرع إليها القاضي (الهروي) مع وفد من أعيان الشام يستنجدون ويستغيث...