ما زلنا في سلسلة الحديث المتواصل عن ثنائية القطبية في الساحة الفلسطينية من حيث الأسباب والحيثيات والتوقعات؛ وفي تشرين ثاني/أكتوبر الماضي نشرت مقالا تحت عنوان( حركة الجهاد الإسلامي بين المنصة والثورة الإيرانية ) وأثناء إعداد وتحضير هذا المقال المكمل له، اغتال الأمريكيون الفريق(قاسم سليماني) قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ولذا أحببت بداية التأكيد على مسألتين غاية في الأهمية، وهو تأكيد أعلم أن ثمة من يخالفني فيه الرأي بشدة، ولكن أدعو المخالفين إلى تحييد العواطف والتحليلات الانفعالية...ما أود التأكيد عليه هو:- 1) إيران وأمريكا في حالة عداء؛ وإيران دولة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية بقيادة الخميني، دولة تعتبر(متمردة) على القانون والنظام الدولي الذي ساهم الأمريكان في تأسيسه وبلورته، وإيران سارت وتسير في حقول الألغام السياسية والاقتصادية، فواجهت العواصف أحيانا، وانحنت لها أحيانا أخرى لتثبت نفسها في خريطة نظام دولي وإقليمي لا يتقبل وجودها، وكان بينها وبين الأمريكان تحالفات تكتيكية، لم تمس في وعيها ولا وعيهم بحقيقة استراتيجية وهي العداء والتربص والكيد والصراع مباشرة أو عبر ...