العبرة بالمنظومة وليست بالحالات الفردية
رابط المقال هشام بن عمرو كان يرسل الطعام إلى المحاصرين في شِعب أبي طالب سرا، إذ ضاق صدره بما يلاقون من جوع وضنك أوصلهم إلى أكل أوراق الشجر، وكان مع المُطعم بن عدي ضمن مجموعة همت بتمزيق الصحيفة المعلقة على جدار الكعبة، والتي تتضمن بنود المقاطعة الجائرة. والمطعم كانت له -إضافة إلى ذلك- مواقف مشهودة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منها إجارته بعد عودته من الطائف ومحاولة المشركين منعه من الدخول إلى مكة، وهو لم يعتنق الإسلام، ولكن ظلت مواقفه محفوظة من سيدنا رسول الله وسائر المسلمين حتى يومنا هذا، والدليل أنني وغيري نستشهد بها، وقد بلغ من تكريمه أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال يوم جيء بأسرى المشركين يوم بدر، لو أن المطعم بن عدي كان حيا وكلمني في هؤلاء لتركتهم له، أي سيخلي سبيلهم لو كان المطعم بن عدي على قيد الحياة، وتوسط لهم عنده، دون فدية ودون عقاب . هشام والمطعم وغيرهما سخرهم الله -سبحانه وتعالى- بدافع الشهامة أو التعصب لرابطة الدم أو النخوة والمروءة، كي يكونوا حالة شاذة عن منظومة الشرك في مكة، التي توافقت على حرب الدعوة، ومعاداة المسلمين، وإيذاء الرسول الأمين، فلم يشت...