المشاركات

طوفان يواصل جرف الأوهام وكشف الزيوف

  طوفان يواصل جرف الأوهام وكشف الزيوف بقلم:سري سمّور   روى أحمد وابن حبان وغيرهما عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ليس الخبرُ كالمعايَنَةِ، إِنَّ اللهَ تعالى أخبرَ موسى بما صنع قومُهُ في العجل، فلَمْ يُلْقِ الألواحَ، فلما عايَنَ ما صنعوا، ألْقَى الألْوَاح فانكسَرَتْ. وهذا الحديث لا خلاف حول جانب مما أفاده، بأن المرء إذا عاين الشيء ولمسه وعايشه يكون حاله وسلوكه مختلفا عما إذا كان قد سمع أو قرأ، وفي المثل الشعبي المتداول(الحكي مش زي الشوف!) نعلم أن درجة الحرارة في سيبيريا شديدة البرودة خاصة في الشتاء، ولا نشك في ذلك، مما نرى عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومما نسمع ممن ذهب إلى هناك و شعر جسده بالزمهرير ؛ مثلما نعلم أن درجة الحرارة في مناطق صحراوية في جزيرة العرب مثلا، مرتفعة صيفا، بذات الطريقة التي نعلم عن برودة سيبيريا. ولكن كل ما سمعناه وقرأناه لا يقارن بدقائق تعرضنا إلى حمارة القيظ أو صبارة القرّ في تلكم المناطق؛ فليس الخبر كالمعاينة...أليس كذلك ؟   إسرائيل...المملكة الصليبية العصرية   لم يغب عن ذ...

لماذا نجح اليمين الصهيوني المتطرف في تطبيع العرب؟!

  لماذا نجح اليمين الصهيوني المتطرف في تطبيع العرب؟! بقلم:سري سمّور   تقاسم مناحيم بيغن جائزة نوبل للسلام مع الرئيس المصري أنور السادات في 1978 بعد زيارة السادات للقدس ومن ثم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد. وكان بيغن رئيس وزراء إسرائيل عن حزب الليكود، وماضيه مليء بالجرائم وكان زعيما لمنظمة إرغون-إيتسيل إبان الانتداب البريطاني في فلسطين. ومن هنا تولّد شعور أو رأي ونظرية تحدّث عنها كثيرون، مفادها أن من يستطيع صناعة (السلام) بين إسرائيل والعرب هم أحزاب وقوى وزعامات اليمين الذي يمثله تكتل الليكود. تلك حالة خاصة وإن كانت سببا في كل التداعيات التي نراها الآن، ولكن المفاوضات كانت بعد الحرب، لا باستبعاد خيار الحرب، واستجداء السلام، ممن يؤمن بأن القوة هي الكفيلة بإخضاع العرب.   معسكر السلام الموهوم في إسرائيل     وخلقت كامب ديفيد واقعا جديدا في طريقة تعامل النظام العربي الرسمي مع إسرائيل، فالخيار العسكري صار عندهم مستبعدا تماما، وإسرائيل نشطت في المنطقة، وأخذت تمارس أعمالها العدوانية بكل حرية، مثل ضربها مفاعل تموز العراقي، واجتياحها جنوب لبنان ثم اجتياح ال...

هل انفرط العقد الاجتماعي في إسرائيل؟

    في مطلع سنة 2023 بل يلالعقد الاجتماعي في ، شهدت إسرائيل أزمة ما عرف بالتعديلات القضائية؛ حيث كان هناك مظاهرات واحتجاجات، وشارك فيها بعض أعضاء مجلس الحرب الحالي، إضافة لأحزاب وتكتلات سياسية ونقابية. التعديلات عموما هدفت إلى الحد من سلطة المحكمة العليا، والحد من سلطة القضاء على الحكومة، وتحت ضغط أمريكي وداخلي قام بنيامين نتنياهو بتأجيل إقرار قانون التعديلات القضائية. واحة الديموقراطية كان هذا من المؤشرات على أن إسرائيل تغادر مربع ما عرّفت به نفسها بزهو، واعتبرها الغرب كذلك فعلا، وهي أنها (واحة الديموقراطية) في وسط صحراء الدكتاتورية في الشرق الأوسط. ولا شك أن إسرائيل مقارنة مع محيطها العربي، وفيما يتعلق بإدارة شأنها الداخلي، لا ما يخص الشعب الفلسطيني بطبيعة الحال، كانت نموذجا ديموقراطيا لا نظير له في المنطقة؛ فهي تشهد انتخابات برلمانية حرّة عموما، وحكوماتها تتكون عادة من ائتلافات ضامنة للتوازن السياسي. ويسمح للإسرائيلي العادي أو من النخبة بانتقاد حكومته ورئيسها ووزرائها بأشد الألفاظ والعبارات، دون خوف من (اختفاء قسري) أو سجن بتهمة (قدح مقامات عليا) أو الفصل من الو...

الردع وكيّ الوعي دونهما إبادة إسرائيلية شاملة!

  الردع وكيّ الوعي دونهما إبادة إسرائيلية شاملة! بقلم:سري سمّور   لا تغير أو لا جديد في طبيعة المشهد الذي نتحدث عنه ونكتب منذ شهور في قطاع غزة؛ اللهم إلا في ازدياد أعداد الشهداء والجرحى والمشردين، وعدد المباني والمربعات السكنية المدمرة، ومؤخرا دخول التجويع كسلاح لم يسبق لإسرائيل استخدامه على هذا النحو منذ تأسيسها. كل هذا بالتزامن مع بطولات تحققها المقاومة الفلسطينية؛ بنصب الكمائن المحكمة للجنود والآليات وتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر يعترف بجزء منها، وما يعترف به ليس بسيطا وما خفي أعظم! عقيدة الردع وكيّ الوعي تحقيق الردع في صفوف الأعداء المباشرين أو المحتملين، هو عقيدة إسرائيلية تتبناها كل مكونات الكيان العبري الأمنية والعسكرية والسياسية، وهي بمثابة نقطة إجماع، والخلاف حول تفصيلات أو مواقيت، لا حول الفكرة والمبدأ . وقد نجحت إسرائيل بتحقيق حالة من الردع-ولو نسبيا- كانت تستمر فترات تزيد وتنقص، وحرصت المؤسسة الإسرائيلية على (تجديد) الردع كلما رأت ذلك ضروريا، وصولا إلى ما يسمى (كي الوعي) وهو مصطلح ينسب ابتكاره إلى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق (موشيه يعلون ا...

حرب وجودية أم معركة من ضمن حرب وصراع طويل؟

  حرب وجودية أم معركة من ضمن حرب وصراع طويل؟ بقلم:سري سمّور   حرب طويلة وقاسية ولا يلوح في الأفق بريق أمل، يستند إلى معطيات واقعية، بتوقفها في المدى المنظور، ما لم تطرأ تطورات (خارج الصندوق). فمنذ بضعة أشهر وقطاع غزة يتعرض لعملية إبادة جماعية بكل ما للمصطلح من من معان ودلالات، وما تنقله الشاشات من مشاهد على مدار الساعة لا يحتاج إلى شرح. تحليلات متفائلة لم تلامس الأحداث أغلب المتابعين والمحللين انتابهم نوع من التفاؤل بعدم وصول هذه الحرب إلى حيث وصلت الآن، وما زالوا يقدمون رؤى تحليلية –لا تخلو من رغبوية- متفائلة إلى النقطة التي ستصلها من حيث الزمان والمكان وحجم القتل والدمار. فمثلا:قيل بأن الحرب البرية مستبعدة، فكان هناك حرب برية بالتزامن مع القصف الجوي العنيف، وقيل بأن الهدنة التي تزامنت مع تبادل لمجموعة من الأسرى أواخر تشرين ثاني(نوفمبر 2023) سيتم تجديدها مرة تلو مرة وصولا إلى حالة نهاية الحرب ووقف إطلاق النار ولو دون إعلان، ولكن انتهت الهدنة واستؤنفت الحرب، وقيل بأن الحرب لن تستمر حتى سنة 2024 وإذا استمرت فحدها الأقصى منتصف أو نهاية كانون ثاني(يناير) فاستمرت، و...

تصور انتصار إسرائيل يقود إلى خرافات..اليوم التالي

  تصور انتصار إسرائيل يقود إلى خرافات..اليوم التالي بقلم:سري سمّور   سواء كان هناك هدنة أو وقف إطلاق نار عند نشر هذه السطور أم لا، فإن هذه مسألة وجب تسليط الضوء عليها. فمنذ بداية الحرب العدوانية على قطاع غزة كثر الحديث عمّا يسمى (اليوم التالي) ومع أن هناك شبه إعلان أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لا يملك رؤية ولا تصوراً لمآلات الأوضاع في اليوم التالي، والمقصود ما بعد انتهاء الحرب على غزة. إلا أن هناك سيناريوهات تنشر عبر مواقع إخبارية وبأقلام صحافيين إسرائيليين وغيرهم، وينشغل عدد كبير من المتابعين والمحللين وحتى العاملون في السياسة بها، وتتحول إلى قضية مركزية ومسألة أخذ ورد ونقاش محتدم حول تلكم السيناريوهات المفترضة. إسرائيل تنجح في توجيه الاهتمام   وفي حقيقة الأمر، فإن من أكثر الأمور التي برعت بها إسرائيل، وحققت ومازالت نجاحاً ملحوظاً فيها؛ هي قدرتها على تحويل الحوار والنقاش إلى حيث تريد وتقسيم المتابعين والخبراء وأصحاب الشأن بين مؤيد لسيناريو أو معارض له، أو محايد، أو من يعتبر السيناريوهات محض خيال ولا يمكن أن تطبق على أرض الواقع، أي أن إسرائيل تنجح...