المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٦

ملاحظات سريعة حول كتاب أقوم قيلا لسلطان الموسى

صورة
أقوم قيلا كتاب المؤلف الشاب:سلطان الموسى سري سمّور المؤلف شاب من مواليد 1978م وهذه ميزة للكتاب، ولا أقول أننا نعاني من ندرة المؤلفين الشباب، ولكن في مادة الكتاب حسب علمي المتواضع فإنك لن تجد كثيرا من الشباب من غير أهل الاختصاص قد ولجوا في هذا الباب وتناولوا هذه المادة.  والمادة سهلة وسريعة الهضم، وللمهتم الذي لا يجد وقتا ولا عزما للإبحار في كتب مقارنة الأديان، والدراسات المطولة، فإن الكتاب الذي بين أيدينا يعطيه فكرة موجزة كافية، أما من درس وغاص في كتب الأديان والفلسفات الإنسانية، فإن الكتاب يعطيه خلاصة وتركيزا لما درسه. ولا يعتمد الكتاب على حصيلة قراءات ودراسات قام بها المؤلف فقط، مع أن هذا تجده واضحا في الكتاب؛ بل على زيارات وحوارات مباشرة، ورحلات إلى أماكن شتى قام بها المؤلف، وهذا جهد طيب، في زمن صار فيه البحث عن الحقيقة عملة نادرا، على الأقل عند الدارس العربي لأسباب نعرفها، والدافع كان-حسبما يوضح المؤلف- أنه التقى شخصا ملحدا أثناء زيارة إلى لندن، واكتشف أنه بحاجة إلى أن يدرس ويتعمق في مجال الأديان ودحض الشبهات الإلحادية. يناقش الكاتب العديد من الشبهات ويسد أبرز الثغ

لسنا شياطين...ليسوا ملائكة

http://blogs.aljazeera.net/Blogs/2016/10/19/%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A7-%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%88%D8%A7-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9 كل يوم تقريبا أرى صورا لمواقف إنسانية في بلاد غربية غير إسلامية؛أو إنجازات علمية،أو تعاملا راقيا عندهم،ويتم تسويق الأمر عربيا عبر الإعلام الحديث، فيعلم بهذه الصور الإيجابية من التقدم والرقي والإنسانية القاصي والداني من العرب، والمردود والنتيجة عكسية بحيث يشعر العربي بالإحباط واليأس والفشل والخيبة،ويخيل له أن الشر الذي وجد في الأرض يتجسد فيه، وأن الخير والتقدم والإنسانية والنبل فقط عند الآخرين، وأرى أنه ينبغي التوقف عند الأمر بناء على النقاط التالية:- 1)      لا نبخس الناس أشياءهم،فلم ينكر المسلمون أخلاق وكرم المطعم بن عدي الذي كان يطعم المحاصرين في شعب أبي طالب،ولكن هل كانت قريش كلها مثل المطعم أم أنه الاستثناء لا الحالة؟وحينما تحدثت سفانة ابنة حاتم الطائي عن كرم ونخوة أبيـها أمام النبي-صلى الله عليه وسلم- كان موقفه إيجابيا ولم يحاول التقليل من خصاله بل على العكس، وهو الذي سبق وأن أرسل صحابته المضطهدين من قوم

تجفيف عربي لخيار المواجهة

صورة
تجفيف عربي لخيار المواجهة بقلم:سري سمّور (7)استقواء صهيوني مع ارتباك عربي صحيح أن الثورة الفلسطينية الكبرى قد استمرت حتى سنة 1939 أي حتى بداية الحرب العالمية الثانية  التي كانت بريطانيا طرفا مركزيا فيها، وكانت معنية ببيع الوهم إلى العرب، ولكن الثورة لم تجد دعما عربيا كافيا لاستمرار اشتعال جذوتها، وذلك في ظل اختلال هائل في موازين القوى لصالح القوة العسكرية البريطانية الرهيبة مقارنة مع الثوار، والذين أبلوا بلاء حسنا، ولكن العدو امتص الضربات الموجعة، وراهن على عامل الزمن من جهة، وعلى الخيار العربي الذي لا يتبنى خيار المواجهة، وكسب الرهان للأسف. بالتزامن مع انهاك بريطانيا في حربها مع دول المحور وخصوصا ألمانيا الهتلرية، فإن الحركة الصهيونية أدركت أنها لا بد لها من سند ومعين دولي قوي بدل بريطانيا، وكان الأمريكي هو البديل الجاهز وهذا البديل زاد في نوع أو ماهية الدعم عن بريطانيا وذلك بالسعي والعمل من أجل إقامة دولة يهودية في فلسطين، وليس فقط وطنا قوميا لهم حسب وعد بلفور البريطاني. أما النظام العربي الرسمي وقتها فإنه غالبا تحالف أو تماهى في سياساته مع الإنجليز، والتزم هامش ال

حرية التعبير...الشعار والممارسة

http://blogs.aljazeera.net//blogs/2016/10/9/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A9 حرية  التعبير عن الرأي والفكر، تظل حلما جميلا،وفكرة طوباوية،وشعارا مثاليا،ولكن حقيقة الأشياء تقول بأنها نسبية،ولها ضوابط وكوابح كثيرة؛صحيح أنها في المجتعمات العالمثالثية في أسوأ حالاتها،ومحكومة تماما برؤية النظام السياسي،والنمط الاجتماعي السائد،وهما غالبا يضيقان ذرعا بكل من يمارسها ولو على أضيق نطاق،ولكن هذا لا يعني أنها في الدول والمجتمعات الأخرى مطلقة وبلا قيود أو حدود. وإذا كان الغرب وأقصد بالغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا يعتبر عربيا أفضل مثال على مساحة حرية الرأي والتعبير،ويتطوع العرب-وأنا منهم أولا وأخيرا-بتدبيج القصائد المادحة المتغنية بهذه الحرية عندهم،وهو مدح يحمل ضمنا في طياته رثاء لحالة تلك الحرية عند العرب؛فإن الغرب مطعون وبالدليل الملموس في مدى حرية الرأي والتعبير لديه؛نعم يمكن للمواطن الغربي،أو غيره على أرضه أن ين

من كنوز ذكرى الهجرة

في مستهل العام الهجري 1438 نستذكر وعي وفهم عمر – رضي الله عنه – للإسلام حيث أنه اختار التأريخ بهجرة النبي (ﷺ) لا بمولده البيولوجي، لأن الهجرة كانت بداية ميلاد أمة لها عقيدتها المتميزة وقانونها الخاص ورسالتها الأكمل من بين كل الرسالات. مع كل حدث في تاريخ السيرة النبوية العطرة نجد دروسا وعبرا، وفي ذكرى الهجرة النبوية من مكة المكرمة، البلد الحرام، موطن الأنبياء، ومهبط الوحي، إلى يثرب التي ستصبح بحدث الهجرة: المدينة المنورة، نتوقف لالتقاط بعض النفحات والتمتع بكنوز الدروس العظيمة من هذا الحدث الذي غيّر مسار الدنيا. نعم خرج محمد (ﷺ) من وطنه، وهو أمر كان قد أخبره به ورقة بن نوفل قبل 13 عاما من خروجه، فاستغرب، ولكن ورقة العارف بتاريخ الدعوات وما يلقاه أهلها من عنت أقوامهم قال له: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، كما في صحيح مسلم. وفي مستهل العام الهجري 1438 نستذكر وعي وفهم عمر – رضي الله عنه – للإسلام حيث أنه اختار التأريخ بهجرة النبي (ﷺ) لا بمولده البيولوجي، لأن الهجرة كانت بداية ميلاد أمة لها عقيدتها المتميزة وقانونها الخاص ورسالتها الأكمل من بين كل الرسالات. ونتذكر أبا بكر

سياسة عربية ثابتة

صورة
سياسة عربية ثابتة بقلم:سري سمّور (4)تبني الدبلوماسية بدل المواجهة إذا كانت بريطانيا قد اتخذت قرارا مفعما  بالتصميم على تمكين المشروع الصهيوني في فلسطين، فإن النظام الرسمي العربي وقتها، وحتى الآن، اتخذ قرارا باعتماد الدبلوماسية وعدم وضع خيار المواجهة مع هذا المشروع كخيار استراتيجي، وهذا شمل الدول التي كانت مستقلة، والتي استقلت لاحقا، وتتلخص سياسة النظام العربي بمحاولة ثني القوى الدولية الكبرى(بريطانيا سابقا والولايات المتحدة حاليا) عن تبني السياسات الصهيونية ودعمها المطلق لها، باتباع الطرق الدبلوماسية، بالتوازي مع جهود عربية رسمية مكثفة لتهدئة الثورات الشعبية الفلسطينية المتلاحقة وأعمال المقاومة في الأراضي الفلسطينية. لو أخذنا ثورة عام 1936م والمعروفة بالثورة الكبرى، لوجدنا أنها النموذج  والمثال الصارخ على تلكم السياسة العربية الثابتة، والتي لم تتغير بتغير الظروف السياسية الدولية والإقليمية والمحلية الفلسطينية بطبيعة الحال. فتلك الثورة أثبتت قدرة الشعب الفلسطيني، مع من ساعده من المجاهدين العرب، على اجتراح المعجزات، وصناعة البطولات، والصمود في سبيل تحقيق الأهداف، والحي