المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢١

حين كان التعليم قارب نجاة الفلسطيني من براثن الفاقة

  الصهاينة الذين اغتصبوا أرض فلسطين جاءوا من بقاع مختلفة، لكن النواة المؤسسة للمشروع الصهيوني في فلسطين قدمت من دول أوروبية متقدمة علميًّا، وتتفوق –لأسباب كثيرة- على الأقطار العربية، ومنها فلسطين، في تحصيل العلم والمعرفة، والاختراعات، في الوقت الذي كان هناك نسبة أمية عالية في البلاد التي احتلها الغزاة القادمين من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا. واليهود في البلاد الأوروبية أنجزوا أمورًا علمية وسجّلوا براءات اختراعات في مجالات مختلفة؛ بل ساهمت مادة (الأسيتون) التي اخترعها اليهودي الصهيوني (وايزمان) في إنجازات عسكرية مفصلية لصالح الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. وبعد بضع سنين من احتلال فلسطين من قبل بريطانيا أنشأ اليهود الصهاينة في القدس (الجامعة العبرية)، فيما لم تُطَبّق توصية مؤتمر عربي وإسلامي انعقد في القدس للتصدّي للخطر الصهيوني بإنشاء جامعة عربية في القدس، وهذا من جوانب كثيرة من التقصير العربي والإسلامي تجاه قضيتنا. فأهل فلسطين في ذلك الظرف الصعب يواجهون مجموعة متعلمة لها باع في حقول المعرفة والاختراعات العلمية، ومدربة عسكريًّا، وتزداد تسليحًا وتدريبًا، ومدعومة بالمال الوفير، ومسنود

الفضائيات والإنترنت.. تدخل وتؤثر في المجتمع الفلسطيني

  مع تطبيق بعض بنود أوسلو وتأسيس السلطة وتسلمها لمناطق فلسطينية، شهد العالم ثورة وطفرة ونقلة نوعية في وسائل الاتصالات والمعلومات أثرت على كل سكان الكوكب بدرجات متفاوتة، وبالتأكيد تأثر بها المجتمع الفلسطيني، خاصة القنوات الفضائية والإنترنت. ونظرا لطبيعة الظرف والتحول السياسي الذي كان وقتها فإن التأثر ليس بسيطا، فدخول الفضائيات والإنترنت كسر هيمنة المتابعة التي حازها الإعلام الإسرائيلي في المجتمع الفلسطيني سنوات طويلة. فقد اعتاد الفلسطينيون على متابعة الإعلام الإسرائيلي خاصة المرئي والمسموع زمنا طويلا، ومنهم من كان يتابع النسخة العبرية ممن يتقن اللغة   العبرية. ومتابعة الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية كانت سائدة، وقاسم مشترك بين معظم الفلسطينيين، خاصة في وسائل النقل العمومي، بل بعض السائقين، كانوا يوجهون إبرة البث نحو إذاعة صوت الجنوب الناطقة باسم جيش أنطون لحد، ولو بهدف سماع الأغاني! وقد منعت سلطات الاحتلال إنشاء أي نوع من الإذاعات إبان فترة ما قبل أوسلو، وبعد تطبيق بعض بنود الاتفاق وتأسيس السلطة، لوحظ نشاط مكثف للإعلام الإسرائيلي وحرصا على التدخل الإعلامي في الشأن الداخلي الف

لماذا سبقت حماس إخوان مصر سينمائيا؟

    سبق وأن نشرت مقالا هنا عن الممثلين قبل عامين تقريبا المشخصاتي لن يقدر على تطهير دنس الاستبداد     لكن الآن سأتحدث عن الموضوع من زاوية مختلفة في زمن صار فيه عدد المنتجات التلفزيونية والسينمائية ينافس عدد الكتب المطبوعة... هذا غير ما يكتب كرواية مطبوعة للقارئ تجد طريقها نحو التحول إلى مسلسل أو فيلم. قيامة أرطغرل... صدمة وتغير أرطغرل بن سليمان شاه؛ لم يكن العرب، وربما غيرهم، يعرفون عنه سوى أنه والد عثمان الأول مؤسس السلطنة العثمانية، كان شخصية مجهولة تذكر في سطر من تاريخ طويل. والمصادر التاريخية عموماً لا تتحدث عنه كثيراً، وثمة خلاف حول تفصيلات سيرته الذاتية. ولكن المسلسل التركي المعروف(قيامة أرطغرل) والذي وجد طريقه نحو البيوت العربية مترجماً ومدبلجاً، أحيا هذه الشخصية في نفوسهم، ومن كان منهم مهتماً بالنبش في التاريخ والأحداث، هرع إلى مراجعة المصادر المختلفة، ومن لا يهمه الأمر اكتفى بالمتابعة بلهفة وحماسة وتشويق.   وفي كلتا الحالتين يعتبر المسلسل ناجحاً لأن جلب اهتماماً وبحثا بحقبة تاريخية معينة وما يتعلق بها من شخصيات ومؤامرات وحروب وصراعات وأحداث وطبيعة ونمط عيش كان

العائلية والجهوية واختلاف الأولويات

  اللهجة الجزائرية أيضًا لا تحمل مفردات تفاوت طبقي، شأنها شأن لهجتنا الفلسطينية، ولعل هذا من تدابير اللطف الرباني، للشعوب التي وقعت تحت وطأة استعمار استيطاني؛ فالجزائر تعرضت لما يشبه الحالة الفلسطينية، حيث إن فرنسا اعتبرت الأرض الجزائرية "قطعة من فرنسا" وهناك نفور فلسطيني عام من التبجيل اللفظي المبالغ فيه للأشخاص، ولكنه تراجع   بوضوح، ولكن لم يصبح الحال مثل نظيره عند مجتمعات عربية أخرى.   العائلية والجهوية تعود بثوب جديد البؤر المشتعلة في انتفاضة الحجارة شهدت منذ الأسابيع الأولى لاندلاع المواجهات انحسارًا شديدًا للتعصب العائلي، وصار التنظيم/ الفصيل/الحزب /الحركة عائلة المنتسب إليه فعليًّا، وقد يستثنى من ذلك بعض القرى الصغيرة، التي كان دورها هامشيًّا في أحداث تلك الانتفاضة، إلى درجة أن تجد عائلتين متنافستين بينهما نزاعات، كل منهما محسوبة على تنظيم بعينه، ولكن عمومًا، كانت التنظيمات هي المرجعية، وليست العائلات ولا العشائر، ولم تكن التنظيمات تتردد في عقاب أو تصفية من يثبت عندها أنه عميل للاحتلال حتى لو كان من عائلة كبيرة، وربما بمباركة -أو مشاركة- أفراد من العائلة نفسها.

وصفي قبها.. نفس كبيرة تعب في مرادها الجسم

    يوم الخميس 6ربيع الآخر 1443ه، الموافق 11تشرين ثاني/نوفمبر2021 أعلن عن وفاة المهندس(وصفي عزات قبها) واسم العائلة المعروفة(قبها) أحيانا يكتب بالكاف(كبها). توفي(أبو أسامة) في مشفى ابن سينا التخصصي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بعد شهرين من مكوثه تحت العلاج من فايروس كورونا وتبعاته. كانت ألسنتنا تلهج بالدعاء أن يتجاوز هذا المرض ويتعافى، ولكن قدّر الله وما شاء فعل. وتم تشييع الجثمان من مسجد مخيم جنين الكبير إلى مقبرة الشهداء في المخيم بعد صلاة الجمعة 12/11/2021م بحضور الآلاف في جنازة مهيبة هرع للمشاركة فيها أناس من أقصى جنوب محافظة الخليل وحتى جنين في الضفة الغربية والقدس، إضافة إلى من حضر من مناطق فلسطين48 (عشيرة قبها لها امتداد كبير في منطقة المثلث ووادي عارة) خطب خطبة الجمعة د. إبراهيم أبو سالم أحد أئمة الصلاة في المسجد الأقصى المبارك أشاد فيها بمناقب الفقيد ومزاياه. وتم افتتاح بيت العزاء ساحة نادي مخيم جنين، وهي لا تفتح عادة إلا لعزاء الشهداء، وتقاطرت الوفود من شتى المناطق لتقديم التعازي لأهله وأحبته ورفاقه في الأسر والمقاومة. كثيرون كتبوا عن الراحل، وامتلأت مواقع

المكانة الاجتماعية وانتهاء التشابه.. نموذج المعلم

  يحتاج رصد وتحليل التحولات الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أوسلو إلى بحث دسم يشترك فيه خبراء وأصحاب دُربة في هذا المجال، ويصلح أن يكون برنامجًا وثائقيًّا من سلسلة حلقات، وأترك هذه المهمة لأصحابها، إن وجدوا، أو وجد من لديه الاهتمام أصلاً. لا شكّ أن التغيرات في أي مجتمع تنعكس على التصورات السياسية، والتعاطي مع الشأن العام، صعودًا أو هبوطًا، سلبًا أو إيجابًا، فكيف الحال ونحن نتحدث عن شعب أو مجتمع يواجه احتلالاً استيطانيًّا اقتلاعيًّا إحلاليًّا؟ ومن وجهة نظري فإن فصائل المقاومة، ومجموع المعنيين بالعمل المقاوم عمومًا، إمّا أهملوا هذه المسألة الهامة بناء على مراهنات الأيديولوجيا، أو الانتظار، وبقي الأمر مرهونًا بدردشات عابرة، وحتى لو كان ثمة اهتمام بالموضوع فإنه ظل محصورًا في نطاق أكاديمي ضيق. وهذا وضع محزن فعلاً؛ فالعدوّ بكل أدواته الاستخباراتية والإعلامية والأكاديمية البحثية يسبر غور مجتمعنا ويقدم التوصيات لأصحاب القرار، ولا أبالغ إذا قلت إنهم يفهمون مجتمعنا عمومًا أكثر منا، في الوقت الذي نظنّ أنّ فهمهم هو ما يتلفظ به جندي أو ضابط أو تاجر إسرائيلي من عبا