المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٧

الدولة الواحدة

صورة
بقلم:سري سمّور قرر المؤتمر الصهيوني المنعقد في بازل في سويسرا إقامة دولة لليهود في فلسطين قبل 120 سنة ولتطبيق المقرر كان يجب أن تزال كثير من العقبات من أمام المشروع الصهيوني الذي تبلور في ذلك المؤتمر وأفصح بوضوح عن ماهيته وهدفه، وكتب ثيودور هرتزل في يومياته بأنه بعد خمس سنين ربما، وبالتأكيد خلال خمسين سنة سيصبح هذا حقيقة...وفعلا هذا ما حصل بعد نصف قرن حيث كان المهاجرون اليهود قد أنشأوا مؤسسات دولة كاملة عسكرية واقتصادية وغيرها ولم يتبق إلا الإعلان عن قيام دولتهم بعد سنة(عقد مؤتمر بازل في 1897م وأعلن بن غوريون قيام دولة إسرائيل في 1948م). يجب ألا ننسى وكي أقلل قدر الإمكان من الاستطراد التاريخي أن فكرة الصهيونية كانت برعاية ودعم غربي كامل، في جميع مراحلها وحتى اللحظة، فإذا كنا نتحدث عن بازل فهي مدينة سويسرية، وإذا تحدثنا عن وعد بلفور وصك الانتداب فهي جرائم بريطانية، وإذا تحدثنا عن الاستقواء والدعم العسكري والسياسي والاقتصادي لإسرائيل منذ عقود فنحن نتحدث عن خطايا أمريكية، وإذا تحدثنا عن البرنامج النووي الإسرائيلي ففرنسا هي أمه...وإذا أوصلنا النقاش والتفكير إلى منتهاه سنقول ب

التعامل مع البلاء...وتذكر الآخرة

صورة
بقلم:سري سمّور ...وفي خلافة عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-  ألم يصب المسلمون في المدينة المنورة؛ تلك المدينة التي تحوي قبر خير من طلعت عليه الشمس محمد-صلى الله عليه وسلم- وفيها مسجده وهو المسجد الثاني الذي تشد إليه الرحال، والمدينة المنورة من عير إلى ثور هي حرم كما في الحديث. هذه المدينة في حوالي سنة 18هــ ابتليت بما يعرف بعام (الرمادة) وهذه التسمية جاءت لأن الأرض من القحط والجدب صار لونها كالرماد؛ وفي ذات الفترة وقع بلاء آخر في الشام هو طاعون عمواس قرب القدس، أي منطقة مباركة أخرى ابتليت بمرض كان وقتها قاتلا فتاكا، وأخبار عام الرمادة وطاعون عمواس محزنة، فقد عانى الناس من الجوع والقحط الشديد، ومات بالطاعون صحابة أجلاّء منهم أبو عبيدة الجراح ويزيد بن أبي سفيان...نعم أصيب المسلمون في زمن من خير الأزمنة وتحت خلافة رجل من خيرة الرجال مبشر بالجنة ببلاء عظيم في إقليمين مباركين...البلاء لا يقتصر على الكفرة والملحدين، لا شك في ذلك. فكيف تصرف عمر؟لا يتسع المجال لسرد كل شيء، ولكن عمر تجلت عبقريته وحكمته فقد اتخذ تدابير اقتصادية وإدارية للحدّ من أثر هذا البلاء العظيم، ولمن أراد الاستزا

البلاء يصيب كل الناس...ولكن؟!

صورة
بقلم:سري سمّور حبذت الكتابة عن هذا الموضوع بعد أن هدأت نسبيا تلك الزوبعة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ونسبة لا بأس بها من عموم الفضاء الإعلامي ونقاشاتنا حول موضوع الكوارث الطبيعية، بعد أن ضرب الإعصار الرهيب إيرما ( Hurricane Irma ) ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ هل نعتبره ابتلاء وعقوبة من الله على أمريكا بسبب سياساتها وجرائمها؟وما ذنب الأبرياء المتضررين من الإعصار بذنوب حكومة بلادهم؟ألا تصيب الكوارث والأمراض الفتاكة بلاد المسلمين المؤمنين وتكون نتائجها أكثر تدميرا؟لماذا نتشفى بهم؟لماذا ندعو لهم بالسلامة؟....إلخ تلك النقاشات التي كانت إعصارا إلكترونيا موازيا للإعصار الفعلي في فلوريدا. شاركت في بعضها باختصار وحذر، وتابعت ما يقوله أهل العلم، أو ما قالوه في مناسبات سابقة مشابهة، وراقبت أن الانقسام صار علامة مسجلة لنا في كل شيء؛ فلا تكفينا انقساماتنا السياسية وغيرها حتى نبتكر انقساما جديدا بسبب إعصار ضرب فلوريدا، وصار الأمر أشبه بمناطحة مقززة في بعض الأحيان، ولم يخلو من حوار جاد، ولكن النتيجة هي أننا يجب أن نظل منقسمين في كل شيء، وحول كل شيء...ولا حول ولا ق

هل ينجو الروهينجا؟

هل ينجو الروهينجا؟ هل ينجو الروهينجا؟ بقلم:سري سمّور الروهينجا ليسوا أول -وربما ليسوا آخر-مجموعة مسلمة في وسط غير مسلم يتم اضطهادها وقهرها ومحاولة استئصالها وإبادتها عبر ارتكاب مجازر وحشية وعمليات تهجير قسري منظم، وليس بالضرورة أن تنجح المحاولات الاستئصالية الإجرامية، مهما بلغت شدّتها ومهما كان حجم التواطؤ الإقليمي أو الدولي معها، ومهما كانت الأمة تعاني من الضعف والهوان. فبقرار تاريخي، أو بانتهاز لحظة تاريخية حاسمة، قام نجم الدين أربكان-عليه رحمة الله-باقتحام شمال قبرص وأنـقذ المسلمين القبارصة الأتراك من اليونانيين. قسمت جزيرة قبرص، نعم، فالتقسيم المستمر منذ 1974 والذي لا تعترف به سوى دولة واحدة في العالم(تركيا)خير مما كان سيجري من ذبح سنقرأ عنه ونشاهد بعضا من صوره القليلة في ذلك الزمان، لنضيفه إلى أسفار المآتم والأحزان المتلاحقة منذ مآسي الأندلس ومحاكم التفتيش الفظيعة. أما شعب البوسنة والهرسك فـقد حباه الله بقيادة واعية وحكيمة عرفت ووعت وعملت بمقتضى مقصد مركزي للشريعة أي حفظ النفس، مدركة وضع الأمة، ووضع الشعب البوسني الجيوسياسي، فعمدت إلى توظيف ما استطاعت من أوراق م

الحفاظ على الوطنية الفلسطينية واجب فردي وجماعي(ج5/5)

صورة
5-5    بقلم:سري سمّور (7)تآكل وخطر متسارع   أعرف أنني لن أضيف شيئا إذا قلت ما يقوله جميع الناس من طرفي الانقسام إلى أطراف أخرى إلى المراقبين إلى النخب المحترمة:الانقسام بغيض، وأضر بالقضية الفلسطينية، ويجب العمل على إنهاء وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا...ثم ماذا؟منذ أكثر من 10 سنوات وشعبنا يسمع هذه العبارات، حتى ملّ من تكرارها الذي صار كأنه لازمة أو ديباجة أي حديث، ومن كان عمرة 10 سنوات حين بدأ الانقسام صار اليوم في الجامعة، ومن كان شابا صار له ربما بنين وبنات يافعين، ولم تفلح عشرات المبادرات والمقترحات والحوارات والاتفاقيات الموقعة في إنهاء هذا الانقسام.  هناك من يرى الأمر أعقد وأصعب مما نتصور، نظرا لأن ثمة تداخلات وارتباطات إقليمية ودولية تحول دون المصالحة بين إخوة الدم والوطن والمصير وقبلها المعتقد، وكثرت التحليلات التي تحاول تشخيص المشكلة؛ وبعضها لجأ إلى تعميمات تحمل الاتهام أو الرغبة في راحة الذهن، وكأن الأمر لا يخص أصحابها، علما بأنه يخص كل فلسطيني في العالم، فمثلا تختزل المشكلة بأنها صراع على السلطة، ومع أن هذا البعد أو العامل ليس غائبا ولا وهميا، ولكن