المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢١

الموقف من إيران وتركيا نموذج واضح لتناقض العلمانيين العرب

صورة
  الموقف من إيران وتركيا نموذج واضح لتناقض العلمانيين العرب بقلم:سري سمور   تناقضات التيار العلماني العربي بكافة تلاوينه وفروعه كثيرة، ولا يمكننا أن نأتي عليها جميعا في مقالة واحدة، وكنت في المقالة السابقة قد تحدثت عن جزء من تناقضات العلمانيين، ولكن التناقض يتجلّى في أوضح صوره، حين ننظر إلى موقفهم من إيران وتركيا، لا سيما في السنوات الأخيرة.   إيران بين هجاء ومدح العلمانيين     حتى زمن ليس بعيدا كان العلمانيون العرب عموما، واليساريون، وطائفة من القوميين خصوصا، يستخدمون مصطلح(الخمينية) كما استخدمت لاحقا مصطلحات أو أوصاف مثل(الطالبانية والداعشية) في سياق الاعتراض على أي ظاهرة إسلامية ومهاجمتها، حتى لو كانت الظاهرة أو المجموعة أو الفكرة لا تتوافق مع إيران والخميني في جوانب مختلفة واضحة للعيان. وامتزج هجوم تلك المرحلة بسخرية من التشادور الذي تلبسه عموم النساء في إيران، مع طعن مستمر ساخر من ولاية الفقيه، وإعلان رفض (حكم العمائم) وخطورته، وهذا وغيره كان يغلّف بما في جعبة القوم من أعمال فنية أو أدبية، ويضاف إلى ذلك التباكي على ما يرونه مظلومية الحزب الشيوعي(توده) في إيران.

خواطر.. يتيم في مدرسة الوكالة

  أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعني، تحمر أذناي، ويخفق قلبي بتسارع، وترتجف أطرافي، وأشتهي تحقق معجزة.. زلزال، أو أن يرمي أحدهم حجرا يسقط في غرفة الصف لينشغل الجميع عن الموقف.. وجنتاي تشتعلان، وبالتأكيد لو نظرت إلى المرآة لوجدت أنهما تحوّلتا إلى حبتي طماطم. يسأل المعلم عن التلاميذ الذين مات آباؤهم؛ أي اليتامى، ولم يكن من بين نحو 50 تلميذا في الصف الثاني الابتدائي أحد تنطبق عليه الصفة المطلوبة سواي. الصفة سببت لي الارتباك والخجل والخوف، الذي لا مبرر له سوى شعوري بالحرج، حيث لم يكن في كل صفوف المدرسة من الأيتام إلا من هم بعدد أصابع الكف الواحدة، فلم يكن اليتم قد أنشب مخالبه في الأطفال بعد، كما فعل في سنوات لاحقة. يتطوع التلاميذ، فأنا بقيت متسمّرا في مقعدي، ولم أرفع يدي، بحماسة يشيرون إليّ، مع هتاف استكشافي سري أستاذ.. أستاذ سري.. أبوه ميت. يناديني المعلّم إلى خارج غرفة الصف، يشير إلي أن أتبعه، وفي غرفة الإدارة يقول لي خذ يا سري، أمد يدي لتناول الغنيمة، إنها بلوزة (كنزة) من الصوف الرخيص لونها أخضر زيتي متدرج، ويطلب مني العودة إلى صفي، وفي الطريق نحو الصف الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة، يز

هل نحن فعلا عالة على الغرب والعالم؟!

  هل نحن فعلا عالة على الغرب والعالم؟! بقلم:سري سمور     جائحة كورونا زادت من حدة جلد الذات في أوساطنا؛ وصرت تسمع عبارات ساخرة من قبيل:نحن ننتظر(الكفار) كي ينتجوا لنا لقاحا كي نعود إلى المساجد لندعو الله أن يخلصنا منهم ويهلكهم! مثل هذه العبارات المسنودة بل العائمة فوق بحر من منهج ثقافي كامل، يصورنا دوما في موضع النقص والاستجداء والجهل، وأننا عالة أو حمولة زائدة مرهقة على هذا الكوكب                                             وأننا نهاجر إلى بلاد الغرب، ونأكل من خيرهم، ثم نتبنى(الإرهاب). وتجد عند بعض أوساطنا (الثقافية) روحا عنصرية لا تجدها حتى عند عتاة اليمين العنصري في أوروبا أو أمريكا الشمالية ضد المهاجرين المسلمين والعرب، وتمتد السخرية والازدراء حتى تصل مقدساتنا، وتلك المقارنة السخيفة التي سبق وأن كتبت عنها هنا، بين علماء الدين وبين علماء العلوم التطبيقية والأطباء وغيرهم. وتأخذ مرحلة جلد الذات مسارا أكثر سوداوية بوصفنا مجرد كائنات تستهلك ما ينتجه الآخرون، ويصل الحال ببعضنا، ومنهم مع بالغ الأسى من هو محسوب على التيار الإسلامي من يقول:لو أفاق العالم وكنا في خبر كان، فلن تخسر

تناقضات التيارات العلمانية العربية في موقفها من التيار الإسلامي

صورة
      لعل أحد أبرز معالم تيار أو جماعات أو نخب القومية واليسار العربي عموما، هو تبنيهم موقفا وخطابا مضادا للحالة الإسلامية العامة، أيا كان من يمثلها، وظهور حالة تناقض بين الشعارات المرفوعة، أو حتى الحجج والمبررات التي يجعلون منها تعليلا لمواقفهم المتناقضة وبين المسالك والسُبل التي يمشون فيها في واقع حالهم. هل عليّ أن أفصل بين اليسار وبين القوميين؟لا، بالتأكيد، بل أضيف إليهم بلا تردد من يسمون أنفسهم بالتيار المدني الذين يرفعون شعارات ويجاهرون بفلسفات مأخوذة من اللليبرالية الغربية...وعلى كل حال فإنه مهما كانت الفروق والخلافات وحتى الخصومات بين هؤلاء فإن ما يجمعهم هو العداء أو الخصومة أو النفور من التيار أو التجمع أو المسار الإسلامي الغالب قديما وحديثا. ولقد أظهرت ثورات الربيع العربي وما بعدها من ثورات مضادة طبيعة تقديم هذه التيارات أو الجماعات (قومية ويسارية ومدنية...إلخ) عداوتها وغلّها وحقدها على الإسلاميين وما يمثلون على كل شيء آخر، بما في ذلك ما دأب منظروها على التظاهر بأنه شغلهم الشاغل وهو مقدم على ما سواه؛ كالعداء للإمبريالية والرجعية بكافة تلاوينها. فقبل الربيع العربي أو عق