المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

الحفاظ على الوطنية الفلسطينية واجب فردي وجماعي(ج4/5)

صورة
4-5    بقلم:سري سمّور (6)الخطر القائم على هويتنا يجب ألا ننسى ونحن نستعرض المشهد أهم الأفكار بل الأساطير التي  أسست الفكر  الصهيوني وهي أن فلسطين هي (أرض بلا شعب) واليهود(شعب بلا أرض) فليحل الشعب الذي بلا أرض ويستوطن الأرض التي ليس فيها شعب! ومع أن هذه كذبة فاقعة، ولكن الصهاينة عمدوا إلى محاولة ترسيخها، سواء باستخدام التهجير والمجازر، أو باستخدامهم سردية خاصة تصطدم بالسردية الفلسطينية؛ فالتصادم بين سرديتين متناقضتين كان وما زال وسيظل قائما، حتى حين كان هناك تقدم في عملية التسوية. فالكيان العبري حتى الآن يستخدم عبارة  (يهودا والسامرة) للإشارة إلى الضفة الغربية(الوسط الشرقي) التي يفترض أن يندحر عنها  لتكون الجزء الأكبر من أرض الدولة الفلسطينية، وإذا لم يستخدموا مصطلحهم(يهودا والسامرة) فإن الكلمة المستخدمة عندهم هي(المناطق)...كما أن الكيان العبري-ويرجى التركيز على هذه الملاحظة-يستخدم مفردة(الفلسطينيون) وليس مصطلح(الشعب الفلسطيني) في كل خطاباته في وقت الهدوء أو التصعيد، وهذه ليست صدفة بل هناك دقة عالية لديهم في انتقاء مصطلحاتهم، وإذا اضطروا إلى استخدام كلمة(شعب) فهي

الحفاظ على الوطنية الفلسطينية واجب فردي وجماعي(ج3/5)

صورة
(3-5) بقلم:سري سمّور    (4)لكل حادث حديث والتبرير الجاهز للتقليل من أهمية التشبث بالهوية الوطنية الفلسطينية هو أن الوضع العربي والإسلامي الحالي هو كما وصفت وأسوأ، ولكن هي حالة مؤقتة وغدا ستقام دولة الخلافة، أو الدولة العربية القومية التقدمية الحرة الأبية...إلخ وسترى الفرق الواضح! حسنا فلتقيموا تلك الدولة على أرض الواقع وبعد أن أرى تطبيقا فعليا ملموسا لشعاراتكم سأفكر بالأمر، فلست مستعدا لشراء سمك في البحر، وقد تبين أن أي دولة يهمها الحفاظ على نفسها وقادتها، ولديها استعداد في سبيل هذا الهدف، أن تتخلى عن فلسطين والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، عند التخيير الحقيقي...ومع ذلك لماذا نستبق الأمور؟لا يوجد حاليا دولة خلافة على منهاج النبوة، ولا يوجد دولة عربية ظل القوميون يحلمون بها وينظّرون لها منذ زمن بعيد يعود إلى أواخر عهد السلطنة العثمانية...وعلى ذكر السلطنة العثمانية فإن السلطان عبد الحميد الثاني استطاع في خريف عمر سلطنته إنشاء خط سكة حديد ربط به بلاد الشام بالحجاز، بينما في القرن الحادي والعشرين لا يوجد خدمات نقل ومواصلات حديثة في سائر بلاد العرب، وبعضها يتعرض لحوادث مخ

الحفاظ على الوطنية الفلسطينية واجب فردي وجماعي(ج2/5)

صورة
الحفاظ على الوطنية الفلسطينية واجب فردي وجماعي(ج2/5) (2-5)    بقلم:سري سمّور (2)جدل وجب حسمه الفكرة المضادة لما طرحته في الجزء  السابق، محورها هو  أن العرب-وفق الفكر القومي- والمسلمين-وفق تنظير شريحة واسعة من الإسلاميين- هم أمة واحدة لم يكن يفصل بين بلادهم حدود وعبور الشامي إلى تركيا أو عبور المصري إلى الشام أو عبور هؤلاء جميعا إلى العراق والحجاز، بدون تأشيرات دخول(فيزا) ولا تفرقة بين ساكني هذه الأقطار، لأن الجميع فيها إخوة في الدين والثقافة ولغة القرآن الكريم، وحتى غير المسلم الذي يسكن هذه البلاد منذ قرون حقوقه محفوظة، ويحظى بذات حرية الإقامة والعيش، ما خلا مكة والمدينة فقط لا غير. فلما جاء الاستعمار وضع هذه الحدود المصطنعة بين أبناء الأمة الواحدة فصار هذا تركي وذاك إيراني وذاك عراقي وذاك سوري وهذا فلسطيني...إلخ ومن المعلوم أن نزاعا وخلافا حادا بين الفكرين الرافضين لفكرة الحدود والأقطار، أي الإسلاميين والقوميين؛ فالقومي لا يعترف أو لا يريد أن يكون مع التركي أو الإيراني أو الباكستاني في ذات التصنيف، ويرى تميزا وخصوصية تمتد إلى عدنان وقحطان...ولكن بعيدا عن خلافهما،

الحفاظ على الوطنية الفلسطينية واجب فردي وجماعي(ج1)

صورة
الحفاظ على الوطنية الفلسطينية واجب فردي وجماعي(ج1) (1-5)    بقلم:سري سمّور (1)المفكر والمواطن قبل حوالي 20 عاما وعلى هامش إحدى المحاضرات، دار نقاش أو حوار سألني فيه المحاضر/الدكتور:سري،حاليا ماذا تعني لك الأندلس؟فأجبته بلا تردد:مثل فلسطين بالضبط، فشعرت أن إجابتي القاطعة قد سببت الامتعاض له، وخاصة أن كلا منا يعرف الفكر السياسي للآخر، فتمتم:لا أريدك يا سري أن تكون متلقيا، وهنا كان الجواب مكررا ومشفوعا بالقسم:أقسم لك أنها مثل فلسطين، فهزّ رأسه لإنهاء نـقاش لن يزحزح قناعة أي منا برأيه:أنت حر! وبعد هذا النقاش ببضع سنين تابعت حوارا مع العلامة الراحل محمد حسين فضل الله على إحدى الفضائيات اللبنانية، وسأل المحاور العلاّمة سؤالا له أهمية خاصة:سيد فضل الله بخصوص الثورة الإسلامية هل ما زلت مقتنعا بها؟ أجاب بهدوئه واتزانه المشهود:كمفكر نعم، ولكن كمواطن لا، فجمال لبنان بتنوعه...وكم تفتقد الساحة العربية واللبنانية والشيعية إلى هذا الرجل(توفي في 2010) مثلما تفتقد الساحة السنية واللبنانية والعربية إلى من مات قبله بشهور وهو الأستاذ فتحي يكن؛ فكلاهما كانا بمثابة ا لقطبين أو الوتدين الذ

تنمية الأنانية والفردية

صورة
تنمية الأنانية والفردية   بقلم:سري سمّور لي رأي خاص بموضوع (التنمية البشرية) أظنه معلوما  لمن يعرفني، ولكن بعيدا عن هذا الرأي، فإن هذا العلم أو الفن-إذا جازت التسمية-قد انتشر في السنوات الأخيرة، وصار هناك من يعقد له الندوات والمحاضرات وورشات العمل، وينشر الكتب والدراسات والمقالات، ويطلق مواقع الإنترنت، وصار له مدربون، وصار هناك دورات لتخريج وإعداد المدربين. و ما انبثق عن هذا العلم ورشح، يتسرب إلى الناس جميعا، حتى أولئك الذين لم ينتظموا في الدورات أو يطلعوا على الكتب والنشرات، فالقائمون عليه أو المتأثرون به، يطلقون أفكارا ونصائح وقواعد اجتماعية أو سلوكية، تمتاز بقلة عدد الكلمات وكثافة وجودها في الفضاء الإلكتروني، وهي طريقة لا شك في هذا العصر؛ عصر الوجبات السريعة، لها تأثير كبير على طريقة تفكير الناس وصياغة وتوجيه نظرتهم إلى الحياة والمجتمع ونظرة الفرد إلى ذاته، بعيدا عن التقصي والتعمق والبحث الرصين، بمدى صحة ما ينتشر. ومما يُبث بزخم منذ مدة عبارات وأفكار وأمثلة، تعزز الأنانية، وتعلي من الفردية بصورتها الوحشية، ولا تبتعد الاستنتاجات والتوجيهات والنصائح التي تجعل الأنانية و

الفلسطيني عدو العرب

صورة
الفلسطيني عدو العرب بقلم:سري سمّور وَإِنَّ  الَّذِي   بَيْنِي   وَبَيْنَ   بَنِي   أَبِي***  وبَيْنَ   بَنِي   عَمِّي   لَمُخْتَلِفٌ   جِدَّا أَرَاهُمْ  إِلَى  نَصْرِي  بِطَاءً  وإنْ   هُمُ*** دَعَوْنِي   إِلَى   نَصْرٍ    أَتَيْتُهُمُ    شَدَّا فَإِنْ  أَكَلُوا  لَحْمِي  وَفَرْتُ  لُحُومَهُمْ***وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ  مَجْدا -المقنع الكندي- ربما من الضروري دوما أن يتذكر العدو والصديق والقريب والبعيد، وأن نعلّم الأجيال بأن الفلسطيني لطالما دفع ثمن خيارات وانحيازات وأخطاء وتقلبات وتواطؤ وضعف وخذلان النظام العربي الرسمي، منذ ثوراته المشهودة أيام الانتداب البريطاني وصولا إلى أيام الاحتلال الصهيوني، وثوراته وانتفاضاته المتواصلة على هذا الاحتلال. و لا بد من التذكير أنه لولا صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، لتمدد الكيان الصهيوني الذي يبني الجدران ليحمي كيانه منذ سنين، بسبب صلابة وبأس الفلسطيني، ولكان الجندي الصهيوني يوقف ويفتش المواطن العربي في عواصم عربية مجاورة أو غير مجاورة...لكن الفلسطيني بمقاومته وصموده ووعيه الفطري المسنود بالإيمان بالله جعل المش