المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٢

هل أزالت الثورة المضادة في تونس الأوهام؟

  الانقلاب على مؤسسات الدولة ومنجزات الثورة والحياة السياسية وحتى الاجتماعية، الذي نفذه رئيس الجمهورية التونسية (قيس سعيّد) وما تبعه من إجراءات متواصلة اتخذها وما زال لصناعة دولة بوليسية دكتاتورية، لا تقل وحشية واستبدادا عن حكام من خلفيات عسكرية وأمنية. وهو الرجل الذي تفاءلت به الجماهير كونه من خلفية قانونية وأكاديمية مدنية صرفة، وليس كبعض أقرانه، ولا مثل المخلوع الهارب زين العابدين، القادمين من مجاميع عسكرية وأمنية، بل دأب وحرص على عدم استخدام الدارجة التونسية في خطاباته، مستخدما عربية فصيحة، يضغط على حروفها وكلماتها، لا كما القادمين من الجيش والأمن ممن حتى حين يقرؤون كلمات مكتوبة، وربما تدربوا عليها يخطئون وتجتاحهم التأتأة، وتداخل الدارجة مع الفصيحة في كلامهم. بل كان الرجل محل تندّر في مبالغته في استخدام نصوص مرقومة بخط اليد والحبر العادي، في محاكاة لحكام قرون خلت، تمتاز بطولها مع أنه كان يمكنه استخدام التقنيات الحديثة واختصارها. وإذ به يسعى حثيثا للسيطرة على كل السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) وتهميش الحياة النقابية، وصار بيدقا واضح المعالم للثورة المضادة ال

ميخائيل ميلشتاين ودراسته عن الشباب الفلسطيني

  صدر العام الجاري 2022 عن دار معرخوت الإسرائيلية للنشر ومركز موشيه ديان-جامعة تل أبيب كتاب هو عبارة عن دراسة موسومة بـ "ليس هنا، ليس هناك" أعدها الدكتور ميخائيل ميلشتاين الذي يرأس منتدى الدراسات الفلسطينية بالمركز المذكور، وأيضا -وهذا مهم- هو باحث أول بمعهد الدراسة والإستراتيجية في هرتسليا الذي له دور في صياغة السياسات والقرارات الصادرة عن قادة الكيان الصهيوني، وهو يكتب باستمرار عن الشأن الفلسطيني من زوايا مختلفة سياسية وأمنية واقتصادية، كما يشارك في برامج قنوات فضائية مختلفة متحدثا بأمور في ذات السياق. وقد قام مركز الهدهد للدراسات الإسرائيلية بترجمة الدراسة أو الكتاب إلى اللغة العربية في مايو/أيار 2022. لمحة سريعة النسخة المترجمة إلى العربية، التي أكتب عنها هذه المقالة، مكونة من 116 صفحة من القطع المتوسط، بما في ذلك مقدمة قصيرة وسريعة من مركز الهدهد، إضافة إلى مقدمة المؤلف، ومقدمة إضافية من الفريق احتياط (لفتنانت جنرال) جادي أيزنكوت، وهنا إشارة مهمة إلى أن العسكريين والأمنيين هم أصحاب الكلمة الأخيرة في الملف الفلسطيني؛ وينصح أيزنكوت صناع القرار في الكيان (هو

تحرير فلسطين ضروري وممكن وقريب.. خطوات مهمة على الطريق

  دون تحرير فلسطين وتصفية الكيان العبري، لن تعيش المنطقة أية نهضة وسيزداد التمزق بكافة مستوياته، ولن يتوقف الأمر على الاكتفاء بالقُطريات التي غالبها منتج أوروبي سقته ورعته أميركا، بل سيتولد عن التمزقات والانقسامات الحالية، مزيد ومزيد أشبه بمتوالية هندسية، لدرجة ربما تعلن بعض العشائر عن دول خاصة بها مع علَم وجند وغير ذلك. وليس ثمة أمل بأن ينصلح الحال على أي صعيد ما دامت إسرائيل موجودة، ولكن ما أقوله يبدو من الصعب إقناع قطاعات وشرائح لا يستهان بحجمها من الناس في المنطقة به، فهناك ممن يرى إسرائيل عدوّا ولكنه لا يراها سببا في معظم مشكلات المنطقة، وهناك من يتجاهل وجود إسرائيل وهمّته في قضايا ومسائل أخرى يراها أكثر إلحاحا. وما درى هؤلاء أن إسرائيل سبب الاستبداد، وأنها سبب الفساد المالي والإداري والمشكلات المجتمعية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانتشار التلوث والمشكلات البيئية سببها الحقيقي هو وجود إسرائيل على أرض فلسطين.. لذا لكي تكون الحياة عادية وطبيعية في المنطقة يجب أن تزول إسرائيل. وصول الناس أو لنقل نسبة معقولة منهم إلى هذه القناعة، هو مسمار في نعش إسرائيل، قد يكون ا

هل يستطيع الفلسطينيون وحدهم تحرير فلسطين؟!

  يوم الأحد 28 شوال 1443هـ الموافق 29 مايو/أيار 2022 سيظل يوما محفورا في الذاكرة الفلسطينية خاصة، والذاكرة العربية والإسلامية عامة؛ فقد نظم المستوطنون الصهاينة "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس (الشطر الشرقي)، ومثلما دأبوا عليه منذ عقود، شتموا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسبوا العرب، وأبدوا شماتة بهم، وتفاخروا بالتطبيع مع دول عربية. كان ذلك عصر الأحد، وفي الصباح اقتحمت مجموعات من قطعان المستوطنين باحات المسجد الأقصى واعتدى الجنود على المرابطين فيه، وأغلقوا المسجد القبلي وأطلقوا قنابل الصوت، وغير ذلك من مشاهد بثت بثّا حيّا مباشرا عبر الفضائيات والإنترنت! وبقدر الألم والحزن من هذه العربدة التي مرت من دون عقاب مكافئ، خاصة أنه سبتقها تهديدات من مختلف الفصائل الفلسطينية بأن المسيرة "لن تمر"، فإن هناك بصيص أمل وتغيرا ظاهرا؛ فقد استنفرت سلطات الاحتلال الصهيوني قوى الجيش والشرطة والمخابرات ونشرت الآلاف من العناصر، ناهيك عن مئات آخرين بلباس مدني (مستعربين) حتى مرّ ذلك اليوم "بسلام". هذه المسيرة بمناسبة احتفال الكيان العبري بما يسميه (ذكرى توحيد القدس