المشاركات

أسباب الانهيارات الثقافية

صورة
أسباب الانهيارات الثقافية بقلم:سري سمّور ((إن الحديث عن وضع المثقف العربي في هذه المرحلة مخيف ومؤلم، ولكنه ضروري جدا، وقد قررت أن أبذل جهد المقل في تناول الحالة الثقافية العربية في سلسلة مقالات ألقى بها الله متحللا من عبء ثقيل، ومتأملا أن ينهض ولو قليل من المثقفين العرب لحمل الأمانة، متحررا من تقديم المهم على الأهم، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ العربي والإسلامي والإنساني.)) لماذا هذا الحال المزري وهذه المخرجات السيئة من عموم المثقفين العرب؟ وقد ينكرون، ويرون أنهم على العكس يذودون بأدواتهم الثقافية عن الأمة، ويحاولون حماية العرب مما يحيق بهم من أخطار؛ تماما كالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا...إن الإجابة عن السؤال المهم في هذا الوقت متشعبة، ولكن هناك نقاط مركزية مهمة أراها تتلخص بما يلي:- أ‌-       عقلية الحرب الباردة ما زالت تسيطر على الجسد المتصدر في قيادة الحالة الثقافية العربية، فقد تغيرت الدنيا وبقي أصحاب هذه العقلية في مواقعهم الممسكة والمؤثرة حد التحكم بصياغة وعي الأمة؛ فمثلا النظر إ...

من معالم التشوهات الثقافية

صورة
من معالم التشوهات الثقافية بقلم:سري سمّور ((إن الحديث عن وضع المثقف العربي في هذه المرحلة مخيف ومؤلم، ولكنه ضروري جدا، وقد قررت أن أبذل جهد المقل في تناول الحالة الثقافية العربية في سلسلة مقالات ألقى بها الله متحللا من عبء ثقيل، ومتأملا أن ينهض ولو قليل من المثقفين العرب لحمل الأمانة، متحررا من تقديم المهم على الأهم، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ العربي والإسلامي والإنساني.)) قد تهوّن بعض القراءات من خطر خذلان وانحدار وتيه بوصلة المثقفين معللة ذلك بثورة الاتصالات، وانتهاء احتكار كهنة الثقافة والفكر لساحات التنظير؛ لأن بإمكان أي فرد أن يبث رؤيته وأفكاره، ما صلح منها وما فسد، عبر فضاء الإنترنت، فقد تراجع تأثير الصحف المقروءة التي كانت وما زالت حكرا على ثلة من الكتبة، بغض النظر عن الغث أو السمين مما كتبوا ويكتبون، وحتى الفضائيات التي لا تخلو من احتكار كهنوتي بطريقة أو بأخرى، لم تعد تستأثر بالصوت والصورة في ظل وجود قنوات اليوتيوب...وهذه قراءة مستعجلة، فالحال أشبه بموزع بضائع من مخزن ضخم على محلات كبيرة وصغيرة، نظرا للمشهد المشوّه الذي لا نرى فيه تمايزا يشفي الق...

مثقفون خذلوا أمتهم

صورة
مثقفون خذلوا أمتهم بقلم:سري سمّور ((إن الحديث عن وضع المثقف العربي في هذه المرحلة مخيف ومؤلم، ولكنه ضروري جدا، وقد قررت أن أبذل جهد المقل في تناول الحالة الثقافية العربية في سلسلة مقالات ألقى بها الله متحللا من عبء ثقيل، ومتأملا أن ينهض ولو قليل من المثقفين العرب لحمل الأمانة، متحررا من تقديم المهم على الأهم، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ العربي والإسلامي والإنساني.)) أما وقد اعتمدنا تعريفا أو مفهوما عاما للمثقف، فإن هناك مسئولية كبيرة على عاتق فئة المثقفين العرب أصحاب المنابر الأكثر تأثيرا، ولهم شهرة واسعة في مختلف الأوساط الشعبية والنخبوية، والذين لهم نوع من المصداقية-بغض النظر عن أهليتهم لها-  وكلماتهم تصل إلى عدد كبير من الناس، وغالبا تتجاوز أقطارهم، وعموما هم في حالة تفرّغ مهني لنشر الأفكار والرؤى حول ما يجري...هؤلاء وزرهم أكبر ومسئوليتهم أعظم، فهل كانوا أهلا لحمل الأمانة؟دعونا نستعرض وضعهم. لقد أعلنت الولايات المتحدة الحرب على ما يسمى(الإرهاب) بعد أحداث 11/9/2001م في نيويورك وواشنطن، فكان المثقف العربي إما مهرّجا مبشرا بانتصارات وهمية على الغزو...

ماهية المثقف وحجم الوزر

صورة
ماهية المثقف وحجم الوزر بقلم:سري سمّور ((إن الحديث عن وضع المثقف العربي في هذه المرحلة مخيف ومؤلم، ولكنه ضروري جدا، وقد قررت أن أبذل جهد المقل في تناول الحالة الثقافية العربية في سلسلة مقالات ألقى بها الله متحللا من عبء ثقيل، ومتأملا أن ينهض ولو قليل من المثقفين العرب لحمل الأمانة، متحررا من تقديم المهم على الأهم، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ العربي والإسلامي والإنساني.)) في المقال السابق تعمدت ألا أحدد مفهوم المثقف العربي، ولن أدخل في الجدل التاريخي حول تعريف الثقافة والمثقف، وأرى أن الدخول في هكذا جدل غير مجد الآن؛ وعادة ما يخطر في بال العامة والخاصة أن المثقف هو غالبا قارئ لعدد كبير من الكتب، ويحمل درجة علمية، ويمارس التنظير عبر الصالونات الأدبية، أو الندوات الفكرية والسياسية، أو الفضائيات، وحاليا الإنترنت، وله كتب أو دراسات أو مقالات منشورة ومتداولة، وطبعا أنا لا أتبنى هذا التعريف الاختزالي، وأشدد أنني أتحدث عن المفهوم والتعريف، وليس عن قوة التأثير وحجم المشاركة في صياغة الوعي الجمعي. وأنا مضطر لاستدعاء تعريف غرامشي للمثقف العضوي بعيدا عن ظروف ...

المثقف العربي يكرر الخطيئة

المثقف العربي يكرر الخطيئة بقلم:سري سمّور ((إن الحديث عن وضع المثقف العربي في هذه المرحلة مخيف ومؤلم، ولكنه ضروري جدا، وقد قررت أن أبذل جهد المقل في تناول الحالة الثقافية العربية في سلسلة مقالات ألقى بها الله متحللا من عبء ثقيل، ومتأملا أن ينهض ولو قليل من المثقفين العرب لحمل الأمانة، متحررا من تقديم المهم على الأهم، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ العربي والإسلامي والإنساني.))   تنبهوا واستفيقوا أيها العرب***فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب هذا ما نظمه ونشره المثقف العربي أواخر القرن التاسع، مع أن النظم ينسب إلى إبراهيم اليازجي، فإن الأمر أعم من التخصيص في قراءة المزاج العام الذي غلب على المثقف العربي، وهو في حالة تواؤم عجيبة مع جمعية الاتحاد والترقي في تركيا التي نفذت انقلابا على السلطان عبد الحميد الثاني ونصبت أخاه الإمعة مكانه. ولم ينتفع من تبقى من العرب تحت حكم السلطنة العثمانية ولا المثقف العربي بطبيعة الحال من حكم الاتحاديين الذين يغلب الظن على أنهم ينتسبون إلى الحركة الماسونية التي  غزت عاصمة وحواضر (الرجل المريض)، فقد مارس الاتحاديون الاضطها...

البعد النفسي لكراهية الفلسطيني للاحتلال

صورة
البعد النفسي لكراهية الفلسطيني للاحتلال بقلم:سري سمّور   كتبت سابقا وأكتب الآن وكثيرا ما حدثت القصة، ولا أجد حرجا في إعادتها؛ فحينما كنت في نهاية المرحلة الثانوية توجهت إلى مقر الإدارة المدنية للحصول على تصريح سفر إلى الأردن، كما كانت قوانين الاحتلال الجائرة تفرض على من هم في سني، وعلى البوابة كان هناك جندي من الفلاشا لم أفهم ما يقول، فدخلت من جهة غير الجهة التي طلب مني الدخول منها، وكانت ردة فعله أن شتم عرض أمي، ويبدو أنه لا يفهم من العربية إلا السباب المقذع، وفي عودة أخرى إلى ذات المبنى كان هناك مجموعة من الجنود يصرخون ويشتمون، وكان نصيبي السخرية من وزني الزائد مع ضحك خليع...طبعا لم أملك أمام الشتيمة من الفلاشا والسخرية من (الجولاني) إلا الصمت، أو المداراة، وهذا صبر العاجز في حالة قهر الرجال! لعل هذا الموقف يعتبر بسيطا جدا أمام يوميات حياة الفلسطيني تحت حراب الاحتلال وبالتأكيد هناك مواقف أكثر قسوة حدثت مع غيري أو معي شخصيا، ولكن أوردت هذه القصة تحديدا لدلالاتها الرمزية، ولأن ذات المبنى بعد حوالي سنتين صار مقرا للداخلية الفلسطينية، وصار الدخول لإتمام المعاملات واستخرا...

يا صهاينة العرب:إليكم عنا

صورة
يا صهاينة العرب:إليكم عن ا! بقلم:سري سمّور   ليس غريبا أن الحركة الصهيونية كان لها في أوروبا من غير اليهود أنصار إضافة إلى داعمين وممولين فاق عددهم في بعض المراحل التاريخية عدد اليهود الصهاينة؛ أما حماسهم للفكرة فحدث ولا حرج، وقد غلب على نظيره عند يهود أوروبا؛ ذلك أن الصهيونية فكرة غربية، وأداة استعمارية شيطانية غرست كيانها في المنطقة العربية بقوة السلاح المتكئة على وعود غربية، وقوانين مفصلة دوليا، أي غربيا بين قوسين، لصالح هذا المشروع. لكن الغريب والشاذ والمستهجن أن يكون هناك أشخاص عرب يجاهرون بتأييدهم للحركة الصهيونية  خاصة من هم في قالب ما يعرف بـ(النخبة)...نعم هذا غريب لتناقضه مع حقيقية الأشياء لأن الصهيونية هي النقيض الفكري والتحدي الوجودي للهوية العربية، بكل ما تحويه من مكونات لغوية وفكرية وسياسية وجغرافية بطبيعة الحال...إن هذا أمر معيب ومهين، ويجب عدم الاستهانة بآثاره الكارثية...هذا في وقت يتراجع فيه تأييد الصهيونية في أوروبا وغيرها من بلاد لا تنتمي إلى لسان الضاد، بل يتزايد فيها -باطراد ملحوظ- التضامن مع الشعب الفلسطيني! وربما أجدني مضطرا لنكئ الجراح وا...