المشاركات

صورة العجوز كمادة مؤسسة للعقوق في الغرب.. ماذا عنا؟

  صورة العجوز كمادة مؤسسة للعقوق في الغرب...ماذا عنا؟ بقلم:سري سمّور   وسم "حكايات جدّتي" حتى مع تقدم وسائل الإعلام والنشر وطغيان "الرقمية" ظلّ وما زال حاضرا في الوجدان العربي والإسلامي . فعندنا حكايات شعبية متوارثة ربما تتشابه في محتواها لدى مختلف المناطق، مع اختلاف العناوين وبعض الجوانب السردية أو الأحداث، وهي لا تخلو من الحكمة والنصيحة في باطنها أو مغزاها، وأحيانا تتحدث عن عوالم فيها جرعات من الرعب المرغوب، تتناول عالم الجن والعفاريت والغيلان والسحرة والكائنات الأسطورية كالغيلان وغيرها . ولربما كانت سببا في نوم عميق للأطفال هربا من شعور بالخوف أو الرعب؛ ولعل مما زاد جوّ الخوف والرعب ضعف وقلة وسائل الإنارة في زمن عدم وجود الكهرباء في كثير من مناطقنا، أو عدم وجود إنارة كافية بعد وصول الكهرباء إلى مختلف التجمعات السكانية، وما يحمله الليل من أجواء ومشاعر نعرفها حتى في زمان الإضاءة والإنارة والحركة النشطة في كثير من المناطق ليلا . تراث زخم ودسم وبقيت حكايا الجدّة وقصصها علامة مسجلة في التراث الشعبي العربي، وكانت الجدّة تستخدم أسلوب المكافأة أو الحرما...

السامريون كما وصفهم جون ميلز:قومية وديانة وجدول زمني لافت للنظر

  هذه ثالث وآخر مقالة عن كتاب جون ميلز (   ثلاثة أشهر في نابلس، الطائفة السامرية عن قرب (1855،1860م) (Three Months’ Residence At NABLUS, AND ACCOUNT OF THE MODERN SAMARITANS) وكاتبه جون ميلز (John Mills) حيث أنني في المقالة الأولى ركزت على العنصرية والكراهية والكذب عند ميلز وفي المقالة الثانية سلطت الضوء سريعا على وضع السامريين حاليا، وعلى بعض فصول الكتاب التي تتناول عاداتهم وطقوسهم والآن أكمل المرور على بقية فصول الجزء الثاني من الكتاب. مع استدراك يتعلق بما ورد سابقا عن حرمة زواج السامريين من خارج الطائفة، وهو أنهم في السنوات الأخيرة بعد تفشي الأمراض والإعاقات بسبب زواج الأقارب الإجباري لطائفة هي الأصغر في العالم، سُمح لرجال الطائفة قبل سنوات، بالزواج من فتيات أوكرانيات شريطة اعتناق الديانة السامرية. قومية وديانة في الفصل الثاني يرى المؤلف أن الدين عند السامري هو هوية وطنية؛ حيث لا فرق عندهم بين مجتمعهم السياسي أو القومي ومجتمعهم الديني(ص94). ولهم عهودهم-وفق معتقدهم- السبعة مع الله وهي:- 1)    عهد نوح   2) عهد إبراهيم الختان    ...

السامريون وجون ميلز:الأصول والسحر والعادات الخاصة

  السامريون وجون ميلز:الأصول والسحر والعادات الخاصة بقلم:سري سمور كنت في  المقالة السابقة   قد تحدثت عن كتاب جون ميلز "ثلاثة أشهر في نابلس، الطائفة السامرية عن قرب " (Three Months’ Residence At NABLUS, AND ACCOUNT OF THE MODERN SAMARITANS) (1855-1860) وكاتبه جون ميلز، وركزت الحديث حول العنصرية والكذب فيه فيما يخص عموم العرب، وكون ميلز لم يخرج عن النهج الاستشراقي الاستعلائي العنصري، ولم أتطرق لتناوله وضع الطائفة السامرية من الداخل كما رآها في كتابه، وهي محور الكتاب ومادته الرئيسة . وأستوفي الحديث في هذه التدوينة والتي تليها عن مادة الكتاب بما يتيسر من اختصار، يعطي فكرة عن الطائفة السامرية، وهي أصغر الطوائف    مواد كثيرة عن الطائفة     هناك في عصرنا الحاضر كثير من المواد المقروءة والمرئية التي تتناول وضع الطائفة السامرية في مدينة نابلس، ولا يتردد رموز الطائفة في المشاركة في تقارير متلفزة ومقروءة يشرحون فيها تاريخ الطائفة وطقوسها وعاداتها وتقاليدها المتوارثة وعلاقتهم بمحيطهم . وهذا ربما يغنينا عن ذكر تفصيلات طقوسية أو مظاهر كتب عنها جون ميلز، ...

جون ميلز.. وزيارته المشؤومة إلى نابلس في القرن الـ19

  يعود الفضل لأحد الأصدقاء من ذوي الاهتمام بالدراسات التاريخية المختلفة إلى قراءتي للكتاب الذي سآتي عليه في السطور القادمة، وتدبيج هذه المقالة عنه وحوله، وقد نشرت عنه بضعة أسطر مقتضبة على صفحته في فيسبوك . وأنا لن أنظر إلى الكتاب من الزاوية التي يهتم بها باحثنا أو صديقنا، فما لفت نظري أمور قد تبدو حتى خارج المحور الرئيس الذي يتحدث عنه الكتاب . ما الكتاب و من الكاتب؟ الكتاب هو: ثلاثة أشهر في نابلس، الطائفة السامرية عن قرب (1855،18860م) (Three Months’ Residence At NABLUS, AND ACCOUNT OF THE MODERN SAMARITANS) والكاتب هو: جون ميلز (John Mills) وأول طبعة منه صدرت في لندن سنة 1864م . وكما نقول: الكتاب يُقرأ من عنوانه؛ ومن ثم فإن الكتاب يتحدث عن رحلة قام بها الكاتب إلى نابلس ومكث فيها 3 أشهر، لدراسة أحوال الطائفة السامرية التي تقطنها وذلك خلال النصف الثاني من القرن الـ19 . نعم، هذا محور الكتاب وفكرته، ومعظم فصوله تتحدث عن تراث الطائفة السامرية وتاريخها وطقوسها وأحوالها . ومع أني سأتحدث عن هذه الأمور، فإن ما لفت نظري أشياء أخرى تناولها الكتاب ولو في سطور منثورة في فصوله...