حول خبر الشاعر المعتقل في قطر

حول خبر الشاعر المعتقل في قطر

سري سمور-فلسطين-جنين

(الإخوة وكالة معا:عملا بحرية الرأي والتعبير آمل نشر هذه التعقيبات)

وكالة معا نشرت خبر شجب واستنكار الجبهة الشعبية-القيادة العامة قرار محكمة قطرية بحق الشاعر /محمد العجمى الملقب (ابن الديب) بسجنه لمدة 15 عام بسبب قصيدة انتقد فيها أمراء قطر....

رابط الخبر هو:-

http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=569457

ولدي هذه التعقيبات أو الملاحظات:-

1) منذ متى تهتم (معا) بما يصدر عن القيادة العامة والأخيرة  متهمة من منظمة التحرير التي تعتبر وكالة معا ناطقا غير رسمي باسمها،بأنها-أي القيادة العامة- ورّطت لاجئينا بما يجري في سورية؟أم أن موقف القيادة العامة الآن صار مهما؟

2)نعم للإفراج عن الشاعر المذكور وأي سجين رأي،ولكن القيادة العامة فقط هزها وأثار حفيظتها هذا الأمر الذي لم يجر التأكد من من كافة ملابساته وتفصيلاته،لأن الأمر يتعلق بقطر...ولكن ماذا عن مئات بل آلاف المبدعين الذين نكل بهم نظام البعث في عهد حافظ وبشار سجنا وتعذيبا ونفيا وإجبارا على قول ما لا يؤمنون به(اسألوا صادق العظم)؟

3) لو كان موقف قطر من النظام السوري غير ما نعلم هل كانت القيادة العامة ستشجب وتستنكر ولو حتى علق الشاعر المذكور على حبل المشنقة؟

4)أنا لست محاميا عن قطر ولكن ما ألحظه أن دولة قطر رسميا تجيب عن التساؤلات،بل إن رئيس وزرائها ووزير خارجيتها (حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني) صريح حتى الاستفزاز الصادم،ولا يتردد في الإجابة عن أسئلة قد تبدو محرجة،فهل جرت محاولة من أي جهة إعلامية خاصة وكالة معا طلب توضيح رسمي قطري،ينشر مع استنكار القيادة العامة وللقرّاء الحكم؟

5)قرأت عن بعض التفصيلات وعلمت أن الحكم كان مؤبد وخفف إلى 15 سنة ،وأن هناك محكمة التمييز التي قد تقضي بالبراءة...وراجعت القصيدة ولأنها بلهجة خليجية استعنت بأحد الشروح ،ولفت نظري تعليق يقول بأن أحد أبياتها لو قيل عن ابنة إحدى القبائل في جزيرة العرب لكان الشاعر في مشكلة أكثر تعقيدا مع تلك القبيلة...!

6)مسألة حرية التعبير نسبية،وليست مطلقة في أي بلد في العالم،فأستاذنا السيد عبد الرحمن الكواكبي نشر كتابه الشهير(طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) في مصر إبان حكم الخديوي عباس الثاني ،بل في مقدمة الكتاب مدح الخديوي،فهل الخديوي كان مثالا للحرية والديموقراطية والفكر المستنير؟المسالة نسبية فالمقارنة كانت مع الاستبداد والظلم الذي مارسته جمعية الاتحاد والترقي التي تسلمت زمام الأمور في السلطنة العثمانية التي كانت حلب مدينة الكواكبي تخضع لها...وحتى في الغرب؛هل يسمح بتمجيد هتلر في إعلام ألمانيا؟هل سمحوا لجارودي بمراجعة الفكر الصهيوني وما يتعلق بالهولوكوست ولو بطريقة بحثية صرفة؟هل يسمح الأمريكان بتمجيد أسامة بن لادن؟لكل بلد قوانينه التي تضبطه...والأمر يبقى نسبيا خاضعا لمقارنات فردية وجماعية؛ولنقارن بين حرية التعبير والرأي في عهد الأسد الأب والابن ،ونظيرتها في قطر.

7) أتوقع أن يغلق ملف (ابن الديب) بعفو أميري ،كما حدث لحالات أخرى،ولعله قد كسب قرّاء وشهرة،حيث أنه مغمور،على الأقل خارج منطقة الخليج فهو ليس بتلك الشهرة،ولكن علي فرزات قتل،وطل الملوحي الفتاة الشابة المدونة اعتقلت واختفت...وأكيد فإن سجون قطر جنة مقارنة مع سجون سورية.

وأخيرا وليس آخرا فإنني أمقت استخدام السلطة التنفيذية أو القضائية عوضا عن التشريعية في أي دولة  لكمّ الأفواه والحجر على الأفكار والآراء...وأقول لمن يمكن أن يسمع من المسئولين في قطر:أطلقوا سراح الشاعر محمد العجمي الآن وفورا...ولا تكرروا سجن الشعراء أو الأدباء أو المدونين أو المفسبكين حتى لو انتقدوا أمير البلاد وعائلته،فالقافية بالقافية،والمقال بالمقال والتغريدة بالتغريدة....

ولكن أنا لا اقبل ممن لا يعرف أركان الوضوء أن يسمعني محاضرة عن فضائل الصلاة!

وعسى أن تعم الحرية بلاد العرب في الدوحة ودمشق والقاهرة والرباط....وأن نحصل على تصنيف دولي متقدم بحرية سكر زيادة!